مهدوية عیسی(ع)
مهدوية عیسی(ع)، من الموسوعة الافتراضية الشاملة ویکی المهدوية
في سنن ابن ماجة، على عكس العديد من الروايات الأخرى، فقد روى حديث عن أنس بن مالك عن رسول الله(ص) أن المهدي هو عيسى بن مريم. وقد اقتبس منه رواة آخرون. في هذه المقالة، سيتم فحص صحة هذا الحديث ودلالة عليه.
نص الحديث
«حدّثنا يونس بن عبد الأعلى حدّثنا محمّد بن إدريس الشافعى، حدّثنى محمّد بن خالد الجَنَدى، عن أبان بن صالح، عن الحسن، عن أنس بن مالك: أنّ رَسُولَ اللَّه صلى اللّه عليه و آله قال: لا يَزدادُ الأمرُ إلاّ شِدّةً وَ لا الدُّنيا إلاّ إدباراً، وَ لَا النَّاس إلاّ شُحّاً، و لا تَقُوم السَّاعة إلاَّ عَلى شِرارِ النّاس، و لَا المَهديّ إلَّا عِيسَى بن مَريَم»
مصادر الحديث
وقد روى هذا الشخص الأول أبي عبد الله محمد بن يزيد بن ماجه قزويني (209 م) في سنته عن رسول الله(ص) .[1] من بعده، نقل الحاكم النيشابور، في المستدرك علي الصحيحين [2]، الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد [3]، عن أنس بن مالك. بالإضافة إلى الوثائق الثلاث المذكورة، روى ابن عساكر الحديث المذكور مع أنس بن مالك بثلاث عشرة وثيقة في تاريخ المدينة المنورة بدمشق. [4]
وقد وردت هذه الرواية في جميع الوثائق الستة عشر المذكورة عن يونس بن عبد العلي، وطريقة يونس بن عبد العلي طريق واحد وشائع على النحو التالي: «حدّثنا يونس بن عبد الأعلى حدّثنا محمّد بن إدريس الشافعى، حدّثنى محمّد بن خالد الجَنَدى، عن أبان بن صالح، عن الحسن، عن أنس بن مالك».
وقد ورد هذا الحديث في وثيقة أخرى غیر طريق يونس بن عبد العلي: «اخبرناه ابوسعید اسماعیل بن احمد بن عبدالملک انبانا والدی ابوصالح الموذن انبانا احمد بن عبدالله انبانا ابی انبانا مفضل بن محمد الجندی، انبانا صامت بن معاذ حدثنا زید بن اسکن حدثتا محمد بن خالد الجندی عن ابان بن صالح عن الحسن عن انس».[5]
وعليه فإن الحديث المذكور فيه 17 وثيقة، 16 منها ليونس بن عبد العلي، وواحدة منها لأبي سعيد إسماعيل بن أحمد.
التوثيق
محمد بن خالد الجندي حاضر في وثائق كل هذه الروايات. [6] أصيب على يد رجال سنة. كتب عنه مزي: محمد بن خالد لا يعرفه العلماء والرواة»[7] قدم الذهبي أيضًا على أنه غير معروف. [8] وقد اعتبره ابن عساكر ضعيفًا في روايات العلماء كثيرة. [9] قال ابن شاهين: «ينفرد الشافعي بنقل هذا الحديث، ولا نعرف غيره من نقل هذا الحديث، والحديث المذكور هو الحديث الغريب المشهور من النص، إلا ما جاء في المهدى. - عيسى وهو شائع ولم ينقله أحد غيره.».[10]
على أي حال، وإن كانت إصابة محمد بن خالد الجندي تبطل جميع المستندات السابقة؛ وتجدر الإشارة أيضًا إلى أن هناك رواة آخرين مجهولين في الوثائق الأخرى المذكورة، مما يجعل صحة هذه الرواية أكثر ضررًا. على سبيل المثال، في الأجزاء غير الشائعة من الوثيقة، الحاكم النيسابور عيسى بن زيد بن عيسى غير معروف أو محمد بن مفرح، الموجود في وثيقة الخطيب البغدادي، ضعيف أيضًا. [11] في الوثائق الأربعة عشر لابن عساكر، هناك العديد من الروايات المجهولة في القسم غير المشترك.
من كل ما قيل: هذا الحديث لا يعول عليه في وثيقة، وفي جميع وثائقه أصيب راوي مجهول اسمه محمد بن خالد الجندي.
القائلین برواية لا المهدي إلا عيسى
تظهر الدراسات في بعض المصادر أن المسيح كان يعتبر المهدي، مما يدل على آثار لخطاب مهدوية المسيح بين أهل السنة. ومع ذلك، فإن توثيق هذه التقارير معيب. أول شخص ينسب المهدوية لعیسی؛ هو معاوية. في كتاب أخبار الدولة العباسية في اقتباس من معاوية لبني هاشم:
«و قد زعمتم أن لكم ملكا هاشميا مهديا قائما، و المهدي عيسى بن مريم صلوات الله عليه، و هذا الأمر في أيدينا حتى نسلّمه إليه»[12]
يذكر التقرير في الإخبارالدخيلة فقط أنه بالإضافة إلى عدم الكشف عن هوية مؤلف الكتاب، فإن نسخة من هذا الكتاب الجديد تقوض مصداقية هذا التقرير. [13]
شخص آخر ورد اسمه بين من يعتبرون المهدي الموعود مثل عيسى بن مريم. كان مجاهد بن جبر من مشاهير الرواة في صف التبين. وقد نقل ابن أبي شيبة في «المصنف» عن مجاهد: «المهدي عيسى».[14]
وقد ورد في هذه الوثيقة رواية ابن أبي شيبة عن المجاهد: «الولید بن عتبه عن زائده بن قدامه عن لیث بن ابی سلیم عن مجاهد.»ومشكلة هذه الرواية أن فيها ضعفاء مثل ليث بن أبي سليم،[15] ثم نقل الوليد بن عتبة (أبو العباس الأشجعي) هذا الرواية عن زيد بن قدامة أن رجال السماعي لم يذكروا زيداً لهذا الراوي، وانقطعت هذه الرواية في هذاالصدد.[16]
بعد هذين التقريرين، استشهد بعض منكري المهدوية بهذا الحديث. ابن خلدون من المشككين في المهدية وقد ذكر هذا الحديث في كتاب تاريخه. ومع ذلك، فقد انتقدها بنفسه وتوصل إلى نتيجة مفادها أن الحديث المذكور ضعيف ومثير للقلق. [17]
رواية فقه الحديث
- كثير من الصحابة الذين نقلوا أحاديث المهدوية عن رسول الله(ص) يعتبرون المهدي من نسل رسول الله(ص) . على سبيل المثال، ذكر ابن ماجه نفسه، وهو راوي رواية «لا مهدي الاعيسى»، الحديث: «اَلْمَهْدِىُّ حَقٌّ وَ هُوَ مِنْ وُلْدِ فَاطِمَةَ» را ذکر کرده است.[18] وقد اعتبر رواة سنة آخرون أن المهدي هو ابن الرسول ويؤمنون به وظيفة العدالة في آخر الزمان. [19]
- لدينا العديد من الروايات الأخرى أن المسيح يتبع الإمام المهدي عندما يظهر. على سبيل المثال، ذكر مسلم والبخاري في الصحيح: «كیف أنتم اذا نزل ابن مریم فیکم و امامکم منکم؛[20] يُظهر الحديث بوضوح أن عیسی لا يتولى الإمامة بعد النزول، لكن شخصًا آخر يتولى الإمامة.
- نقد فقه الحديث من قبل رواة الحديث: على الرغم من أن هذا الحديث قد نقل في مصادر سنية. لم يكن يعني قبولها. وكما يقول والي نيشابور بعد أن استشهد بالحديث المذكور: «لقد نقلت هذا الحديث بدهشة ولم أكن أنوي الاحتجاج على هذا الحديث في حجة البرشيخين».[21]
البيهقي (ت 458 هـ) بعد إضعاف حديث «لا مهدي إلا عيسى بن مريم»؛ قال:«إن وثائق الأحاديث التي تدل على خروج المهدی(عج) هي الأصح.»[22]
كما أن ابن عساكر بعد أن ذكر الحديث السابق ذكر أن الأحاديث تبين خروج المهدي وأنه من سلالة النبي(ص) . هی ألاصح من حيث الوثائق. [23] وكتب القرطبي في «جامع الأحكام القرآنية» . ويقال أن المهدی(عج) نفس عيسى. لكن هذا البيان غير صحيح. لأن الأخبار الصحيحة والمتسقة تؤكد أن المهدي من نسل رسول الله(ص) .»[24] إضافة إلى ضعف وثائق هذه الرواية بسبب «محمد بن خالد الجندي».[25]
يعتبر ابن القيم حديث «لا مهدي إلا عيسى بن مريم» ضعيفًا بشواهد مختلفة، ويكتب: «أحاديث خروج المهدي أصح من حيث الوثيقة»[26]ثم في تأكيده، بعض وقد ذكر المهدوية وعددها سبعة عشر[27] وأحياناً كان يرافقها بتفسيراته وقسمها في قسم إلى أربع فئات (صحيح، حسن، غريب و موضوع) [28]. هذا العدد من الأحاديث التي لها موضوعات مختلفة عن الإمام المهدی(عج)؛ هم مورد جيد جدا وقيِّم في هذا المجال. [29]
كتب ابن حجر الهيتمى (ت 974 هـ) رفضًا لحديث «لا مهدي إلا عيسى»: «ويقر الرواة بالأحاديث القائلة: المهدي منا ولاد فاطمة، وثيقتهم أصح من هذا الحديث.» [30] - ورد هذا الحديث في مصادر موثوقة أخرى بنفس المواضيع والكلمات. لكن الجزء الأخير من حديث «لا مهدي عيسى بن مريم» ليس فيه. وقد اقتبس الحاکم النيشابوري والطبراني نفس الحديث عن أبي إمامة .[31]
نتيجة
- هذا الحديث باطل تمامًا من حيث الصحة؛
- من حيث الفقه الحديث يتعارض مع الروايات المختلفة التي تعتبر الإمام المهدي من نسل النبي وفاطمة.
- هناك روايات صحيحة عن أن المسيح سيتبع الإمام المهدي.
- لا مكان لهذه الرواية بين أهل السنة أنفسهم وقد انتقدوها.
- هناك أفكار أموية في موقف هذه الرواية.
- عندما، من وجهة النظر الإسلامية، تم إلغاء دين مثل المسيحية، فلا يوجد ادعاء للمهدوية لهذا الدين من قبل المسيح.
هامش
- ↑ابن ماجه قزوینی، ابی عبدالله محمد بن یزید، سنن ابن ماجه، ص 344.
- ↑حاکم نیشابوری، محمد بن عبدالله، المستدرک علی الصحیحین، ج 4، ص 441.
- ↑احمد بن علی خطیب بغدادی، تاریخ بغداد، ج 4 ص 442.
- ↑علی بن حسن ابن عساکر، تاریخ مدینه، ج 43، ص 10، 40، ج 47، ص 515، 516 و. .
- ↑علی بن حسن ابن عساکر، تاریخ مدینه، ج 47، ص 518.
- ↑محمد بن خالد الجندی منسوب الی جَنَد من مناطق یمن.
- ↑یوسف مزی، تهذیب الکمال فی اسماء الرجال، ج 25، ص 149
- ↑محمد بن احمد ذهبی، المغنی فی الضعفا، ج 3، ص 535.
- ↑علی بن حسن ابن عساکر، تاریخ مدینه دمشق، ج 47، ص 518.
- ↑علی بن حسن ابن عساکر، تاریخ مدینه دمشق، ج 47، ص 517.
- ↑ذهبی، محمد بن احمد، المغنی فی الضعفا، ج 2، ص 376.
- ↑مؤلف مجهول، اخبار الدولة العباسية، ص 51.
- ↑ر.ک: حسن انصاری مقاله اخبار الدولة العباسية من من؟ مراجعة رأي الدكتور مودريسي والسيد بهراميان.
- ↑عبدالله ابن ابی شیبه، المصنف، ج 8، ص 678.
- ↑محمد بن عمرو عقیلی، الضعفا الکبیر، ج 4، ص 14.
- ↑یوسف مزی، تهذیب الکمال فی اسماء الرجال، ج 31، ص 46.
- ↑عبدالرحمن ابن خلدون، کتاب العبر، ج 1، ص 322.
- ↑محمد بن یزیدابن ماجه، سنن ابن ماجه، ص 1368، ح 4086.
- ↑رک: حاکم نیشابوری، المستدرک علی الصحیحین، ج 4، ص 557؛ ابویعلی موصلی، المسند، ج 2، ص 374، طبرانی، المعجم الکبیر، ج 10، ص 133.
- ↑، بخاری، صحیح البخاری، ج 4، ص 633 مسلم نیشابوری، صحیح، ج 1 ص 94.
- ↑محمد بن عبدالله حاکم نیشابوری، المستدرک علی الصحیحین، ج 4، ص 442.
- ↑به نقل از: ابن قيّم جوزيه، المنار المنيف، ص 143، ح 327.
- ↑علی بن حسن ابن عساکر، تاریخ مدینه دمشق، ج 47، ص 518.
- ↑محمد بن احمد قرطبی، الجامع لاحکام القران، ج 8، ص 121.
- ↑ر.ک: یوسف مزی، تهذیب الکمال فی اسماء الرجال، ج 25، ص 149؛ محمدبن احمد ذهبی، المغنی فی الضعفاء، ج 2 ص 293؛ ابن حجر عسقلانی، احمد، تقریب التهذیب، 1415، ج 2، ص 71.
- ↑ابن قيّم جوزيه، المنار المنيف فى الصحيح و الضعيف، ص 143.
- ↑ابن قيّم جوزيه، المنار المنيف فى الصحيح و الضعيف، ص 328- 345.
- ↑ابن قيّم جوزيه، المنار المنيف فى الصحيح و الضعيف، ص 148.
- ↑ابن القیم الجوزیه، المنار المنیف فی الصحیح و الضعیف، ص 148-153.
- ↑ابن حجر الهيتمى، الصواعق المحرقه، ج 2، ص 476.
- ↑حاکم نیشابوری، المستدرک، ج 4، ص 440؛ طبرانی، معجم الکبیر، ج 8، ص 214، ح 7757.
مراجع
- ابن أبي شيبة، عبد الله، المصنف، بيروت، دار الفكر، بيتا.
- ابن حجر عسقلاني، أحمد، تقريب الحضارة، بيروت، دار الكتابية، 1415،
- ابن حجر محمد بن محمد حطامي، السوائق المحرقة، مؤسسة الرسالة، بيروت 1417 هـ. ق.
- ابن خلدون، عبد الرحمن، كتاب العبر، بيروت، دراحية التراث العربي، غير منشورة.
- ابن عساكر، علي بن حسن، تاريخ المدينة المنورة، دمشق، بيروت، دار الفكر، 1415.
- ابن قيم الجوزية، شمس الدين، المنار المنيف في الصحيح والضعيف، المطبعة الإسلامية، حلب 1390 هـ.
- ابن ماجة قزويني، أبي عبد الله محمد بن يزيد، سنن ابن ماجة، بيروت، دار الفكر، بيتا.
- أبو علي موصلي، أحمد بن علي، المسند، دمشق، دار المامول، بيتا
- الأنصاري حسن من هو مقال أخبار الدولة العباسية؟ مراجعة رأي الدكتور مودريسي والسيد بهراميان موقع الدراسات التاريخية. على https: //ansari.kateban.com/post/ 3337
- حكيم النيشابوري، محمد بن عبد الله، المستدرك علي الصحيح، بيروت، دار الكتاب المية 1430.
- الخطيب البغدادي، أحمد بن علي، تاريخ بغداد، بيروت، دار الكتاب الملية 1418 هـ.
- الذهبي، محمد بن أحمد، ميزان الاتدل، بيروت، دار المعرفة، بيتا.
- الذهبي، محمد بن أحمد، المغني في الدعفة، بيروت، في الكتاب الملية 1418.
- طبراني، سليمان بن أحمد، المجام الكبير، بينا، بيجا.
- عقيلي، محمد بن عمرو، الدفع الكبير، بيروت، دار الكتاب العالمية، 1418.
- القرطبي، محمد بن أحمد، الجامع الأحكام القرآنية، بيروت، داريا التراث العربي، 1405
- مازي ويوسف تهذيب الكمال بأسماء رجال بيروت معهد الرسالة 1406.
- مؤلف مجهول (هـ 3)، أخبار الدولة العباسية وفيها أخبار العباس ونجله، بحث عبد العزيز الدوري وعبد الجبار المطلبي، بيروت.
مقتطفات من
- دراسة الفقه السندي الحديث: رواية «لمهدي عيسى بن مريم» في الروايات السنية لمجید معارف. المهدوية في الصحاح الستة، سيد رضی قادري.