والدة الإمام الحسن العسكري(ع)
والدة الإمام الحسن العسكري(ع)، من الموسوعة الافتراضية الشاملة ویکی المهدوية
والدة الإمام الحسن العسكري من الشخصيات التي لعبت دورًا مهمًا وأساسيًا في حياة الإمام الثاني عشر. ولعبت دورًا بارزًا جدًا في حماية الإمام الثاني عشر من الأخطار والحفاظ على حياة الإمام. بناء على طلب الإمام الحسن العسكري، اصطحبت مع الإمام المهدي إلى مكة، ثم أخذته إلى المدينة المنورة. عهد الإمام الحسن العسكري إلى والدته من بعده بواجبات مهمة جدًا: أولاً، أطلقی عليه اسم الولي الوحيد لها وأعطیه سلطة الأموال والصدقات وألموقوفات. وثانياً، كان ملاذاً للشيعة في الغیبة الصغری، ولجأ إليه الشيعة في المشکلات والمهمات . مما لا شك فيه أن تسليم هذه الواجبات من قبل الإمام الحسن العسكري للأم من أجل حماية حياة الإمام الثاني عشر كان من العباسيين.
سيرة شخصية
وهناك روايات عديدة عن اسم والدة الإمام الحسن العسكري منها حدیث،[1] سوسن،[2] اسماء،[3] سقوس،[4] حربیه[5] و عسفان[6]. في رواية الإمام هادي، ورد اسمها باسم «سليل».[7] ورد في رواية الشيخ صدوق باسم «سمانة» ولقب «أم الحسن».[8] ولأنها كانت جدة الإمام المهدي، فقد لُقّب بـ «أم أبي محمد»ولُقّب بـ «جدة».[9] وبخصوص تعدد اسمه، فلا بد من القول إن تعدد أسماء العبيد كان شائعا في ذلك الوقت، ويمكن أن تنسب أسباب ذلك إلى مالك العبد ومالكه إلى أحد العبيد واستخدامه. اسم الزهرة لتسمية العبد حسب الثقافة العربية والعربية، وذكر اسم ذلك العبد (الذي تم أسره من دول غير عربية). [10] لا يعرف تاريخ ومكان ولادته، إلا على أساس كلمات مثل «ام ولد»[11]، «جاریة»،[12] «المغربیة»[13] و «النوبیة»[14] التي يُدعى بها، فيُقال.بنائا علی هذا یقال انها من جواری اهالی النوبة. جدير بالذكر أن النوبة هي إحدى مدن شمال السودان ومساحتها الكبيرة في جنوب مصر. [15] يقال أنها كانت ابنة ملك [16]؛ لكن المصادر لم تذكر لماذا وكيف ومتى دخلت المدينة المنورة. فقط بالنظر إلى ولادة الإمام الحسن العسكري عام 232 هـ،[17] يمكن القول إنها دخلت منزل الإمام الهادي بالمدينة المنورة قبل هذا العام. يذكر أن الشيخ مفيد ذكر خمسة أبناء للإمام هادي وهم الإمام الحسن العسكري وحسين ومحمد وجعفر وعائشة. [18] وغني عن البيان أن صاحب المجدي أطلق على والدة جعفر خادمة اسمها «حدق». [19] عدم ذكر اسم «حدق»من بين الأسماء المذكورة لوالدة الإمام الحسن العسكري، ومن ناحية أخرى، فإن أفعال جعفر الفاحشة ضد والدة الإمام تشير إلى أن والدة جعفر كانت خادمة أخرى للإمام هادي وهو عام 234 هـ. [20] جاء إلى سامراء مع الإمام هادي . [21]. ولم تذكر المصادر المتقدمة سنة وفاتها. ومع ذلك، وبحسب اخبار الشیخ صدوق [22]، ينبغي اعتبار وفاتها بعد عام 262 هـ. وبحسب وصيتها، دفنت في سامراء وفي منزل الإمام الحسن العسكري مع زوجها وابنها. ويقال أنهم لما أرادوا دفنها أوقفها جعفر وقال: هذا بيتي ولن أسمح لکم بدفنها هنا، وفي هذا الوقت ظهر له الإمام المهدي وقال: جعفر ! «هل هذا بيتك؟» ثم اختفى. [23] على الرغم من أن كتاب السير الأوائل لم يذكروه في أعمالهم؛ وبحسب المسعودي في إثبات إرادته فقد تم الثناء عليه بلغة الإمام الهادي .. قال عنه الإمام: «سليل مسلولة من الآفات و العاهات و الأرجاس و الأنجاس»؛[24] وصاحب عيون الإعجاز بجملة«کانت من العارفات الصالحات»؛ .[25] مدحها. كتب العلامة المجلسي أيضًا في وصفه لجلاء العيون: «أن عفة القرم كانت في النهاية خيرًا وزهدا وتقوى».[26]
دور والدة الإمام الحسن العسكري(ع) في زمن الإمام الحسن العسكري(ع)
وبحسب الروايات التاريخية، أبلغ الإمام الحسن العسكري 25 سنة 259 هـ، والدة استشهاده والأخبار والأحداث التي ستقع عام 260 هـ [27]، وبتكليف طفله لأمه، طلب منها أداء مناسك الحج. الى مكة. [28] ويبدو أنها بعد أداء مناسك الحج ذهبت والدة الإمام الحسن العسكري إلى المدينة المنورة وجعلتها مخبأ للإمام الثاني عشر. [29] ومما لا شك فيه أن هذه الرحلة لم تكن رحلة دينية وروحية، إنما لإنقاذ حياة الإمام المهدي من لدغة العباسيين، ويمكن اعتبارها نوعًا من مهمة سياسية للإمام العسكري لهذه السيدة. [30]
دور والدة الإمام الحسن العسكري في الغیبة الصغری
ولعبت والدة الإمام الحسن العسكري دورًا بارزًا للغاية في السنوات الأولى من الغیبة الصغری، وقد كلفها الإمام الحادي عشر بمسؤوليتين مهمتين جدًا. هاتان المسئولتان هما:
ولي أمر الإمام الحسن العسكري(ع)
والدة الإمام الحسن العسكري التي كانت تتابع أخبار سامراء [31] جاءت إلى سامراء من المدينة بعد أن علمت باستشهاد الإمام. [32] لاحظ، وهو الوصي الوحيد للإمام [33]، أن جميع ممتلكات الإمام كانت تحت سيطرة العباسيين. [34]من ناحية أخرى، دخل جعفر، الذي ادعى أنه وريث الإمام، في جدال مع والدة الإمام وناشد المسؤولين الحكوميين لإثبات حقه. [35] وكشف عن حقيقة أن للإمام حسن العسكري ولداً [36]، دفع الحكومة إلى اقتحام منزلها للعثور على أثر لابن الإمام. [37] في ذلك الوقت، زعمت والدة الإمام الثاني عشر أنها حامل. [38] ومع ادعاء حملها توقف تقسيم ميراث الإمام الحسن العسكري ث وبعد عامين تبين أن حمل ساقل غير حقيقي وانقسم الإمام. [39] وبحسب بعض الروايات، عندما كان جعفر يتجادل مع والدة الإمام الحسن العسكري في الميراث، وقف الإمام الثاني عشر فجأة أمام عمه وصاح: «يا جعفر! ما هو حقك في التعدي على الممتلكات الخاصة بي؟»ثم اختفى الإمام عن عينيه. كان جعفر يبحث عن ذلك الإمام بين الناس ذهولاً. لكن لم يتم العثور على أي أثر له. [40] يشار إلى أن ممتلكات الإمام الحسن العسكري، بالإضافة إلى الممتلكات الشخصية لذلك الإمام، تشمل أيضا الأوقاف والصدقات،[41] وإسناد إدارة هذه الأمور للأم، يدل على استحقاقها.
ملجأ الشيعة
والدة الإمام، بالإضافة إلى كونها وصية الإمام في الشؤون الاقتصادية. في غياب الإمام الثاني عشر، كانت أيضًا ملجأ للشيعة. رداً على سؤال أحمد بن إبراهيم، أدخلت حكيمة ملجأ الشيعة وملجأ الشيعة في غياب الإمام الثاني عشر، والدة الإمام الحسن العسكري. إن حكيم هذا العمل للإمام الحسن العسكري، مثل عملية ولاية السیدة زينب، على يد الإمام الحسين، والتي تم تشكيلها من أجل إنقاذ حياة الإمام السجّاد، من أجل إنقاذ حياة الإمام الثاني عشر، يعبّر عن مخاطره. [42]. ويكتب الشهيد مطهري في هذا الصدد: «الوجود المقدس للإمام العسكري له أم تدعى حُديث وتعرف بجدة. لأنها كانت جدة الامام المهدی، أطلقوا عليها اسم "جدة"؛ لكن كونها وحيدة في جدة لم يجعلها مشهوراً، لها عظمة، ولها جلالا، ولها شخصية مكتوبة أنه بعد الإمام العسكري كانت مفزعا للشيعة. أي أن ملجأ الشيعة كانت هذه المرأة النبيلة. بالقوة في ذلك الوقت - منذ أن كان الإمام العسكري يبلغ من العمر ثمانية وعشرين عامًا عند وفاته، دعونا نحسب علي القاعدة وفقًا لسن الإمام هادي - كانت هناك امرأة بين الخمسين إلى الستين كانت امرأة مجيدة ومثالية لدرجة أن الشيعة عرضوا عليها أي مشكلة تعترض طريقها.[43]
هامش
- ↑محمد بن یعقوب کلینی، الکافی، ج 1، ص 503، وحسین بن حمدان خصیبی، الهدایة الکبری، ص 327.
- ↑محمد بن یعقوب کلینی، الکافی، ج 1، ص 503، و محمد بن جریر طبری، دلائل الامامة، ص 424.
- ↑محمد بن احمد ابن ابى الثلج بغدادى، تاريخ أهل البيت علیهم السلام، ص 124.
- ↑محمد بن جریر طبری، دلائل الامامة، ص 424.
- ↑علی بن عیسی اربلی، کشف الغمة فی معرفة الائمة، ج 2، ص 403.
- ↑حسن بن موسی نوبختی، فرق الشیعة، ص 96.
- ↑علی بن حسین مسعودی، اثبات الوصیة، ص 224.
- ↑محمد بن علی بن بابویه، کمال الدین و تمام النعمة، ج 1، ص 307.
- ↑علی بن حسین مسعودی، اثبات الوصیة، ص 271 – 272. و محمد بن علی بن بابویه، کمال الدین و تمام النعمة، ج 2، ص 501 و 507.
- ↑سیدمحمد صدر، تاريخ الغيبة الصغرى، ج 1، ص 242 – 243.
- ↑محمد بن یعقوب کلینی، الکافی، ج 1، ص 503. و محمد بن جریر طبری، دلائل الامامة، ص 424.
- ↑محمد بن علی بن بابویه، کمال الدین و تمام النعمة، ج 1، ص .307.
- ↑حسین بن حمدان خصیبی، الهدایة الکبری، ص 327. و محمد بن جریر طبری، دلائل الامامة، ص 424.
- ↑محمد بن جریر طبری، دلائل الامامة، ص 424.
- ↑یاقوت بن عبدالله حموی، معجم البلدان، ج 5، ص 308 – 309.
- ↑شيخ عباس قمى، منتهى الآمال في تواريخ النبي و الآل، ج 3، ص 1906.
- ↑محمد بن نعمان مفید، الارشاد، ج 2، ص 313.
- ↑محمد بن نعمان مفید، ج 2، ص 311 – 312.
- ↑علی بن محمد العلوی العمری، المجدی فی انساب الطالبیین، ص 330.
- ↑محمد هادی یوسفی غروی، موسوعة التاریخ الاسلامی، ج 8، ص 489.
- ↑رسول جعفريان، حيات فكرى و سياسى امامان شیعه(علیهم السلام)، ص 503 – 507.
- ↑محمد بن علی بن بابویه، کمال الدین و تمام النعمة، ج 2، ص 507.
- ↑محمد بن علی بن بابویه، کمال الدین و تمام النعمة، ج 2، ص 442.
- ↑مسعودی، علی بن حسین، اثبات الوصیة، ص 244
- ↑ابن عبد الوهاب، حسين، عيون المعجزات، ص 134
- ↑مجلسی، محمد باقر، جلاء العیون، ص 989
- ↑محمد بن حسن صفار، بصائر الدرجات في فضائل آل محمّد(ص)، ص 482. و علی بن حسین مسعودی، اثبات الوصیة، ص 255 – 256.
- ↑علی بن حسین مسعودی، اثبات الوصیة، ص 255 – .256
- ↑علی بن حسین مسعودی، اثبات الوصیة، ص 253. و محمد بن علی بن بابویه، کمال الدین و تمام النعمة، ج 2، ص 472.
- ↑سعیده رحیمی، نقش سیاسی بانوان شیعه در پیشبرد تشیع در نیمه دوم عصر امامت، ص 91.
- ↑، محمد بن حسن صفار، بصائر الدرجات في فضائل آل محمّد(ص)، ص 482. و علی بن حسین مسعودی، اثبات الوصیة، ص 253.
- ↑محمد بن علی بن بابویه، کمال الدین و تمام النعمة، ج 2، ص 474. ومحمد بن جریر طبری، دلائل الامامة، ص 424 – 425.
- ↑بن نعمان مفید، الفصول العشرة فی الغیبة، ص 69. و محمد بن حسن طوسی، الغیبة، ص 107.
- ↑محمد بن یعقوب کلینی، الکافی، ج 1، ص 505. و محمد بن علی بن بابویه، کمال الدین و تمام النعمة، ج 1، ص 43.
- ↑محمد بن علی بن بابویه، کمال الدین و تمام النعمة، ج 2، ص 474.
- ↑محمد بن علی بن بابویه، کمال الدین و تمام النعمة، ج 2، ص 474- 476.
- ↑محمد بن علی بن بابویه، کمال الدین و تمام النعمة، ج 2، ص 473.
- ↑محمد بن علی بن بابویه، کمال الدین و تمام النعمة، ص 474- 476.
- ↑محمد بن یعقوب کلینی، الکافی، ج 1، ص 505. و محمد بن علی بن بابویه، کمال الدین و تمام النعمة، ج 1، ص 43.
- ↑محمد بن علی بن بابویه، کمال الدین و تمام النعمة، ج 2، ص 442.
- ↑محمد بن نعمان مفید، الفصول العشرة فی الغیبة، ص 69. و محمد بن حسن طوسی، الغیبة، ص 107.
- ↑علی بن حسین مسعودی، اثبات الوصیة، ص 271 – 272؛ و حسین بن حمدان خصیبی، الهدایة الکبری، ص 366 – 367؛ و محمد بن علی بن بابویه، کمال الدین و تمام النعمة، ج 2، ص 501 و 507.
- ↑مرتضی مطهرى، سيرى در سيره ائمه اطهار(علیهم السلام)، ص 149 – 150.
مراجع
- ابن أبي الثلج البغدادي، محمد بن أحمد، تاريخ أهل البيت، الباحث: محمد رضا جلالي الحسيني، البيت(علیهم السلام)، قم، 1410 هـ.
- ابن بابوية، محمد بن علي، كمال الدين وتمام النعمة، الباحث: علي أكبر الغفاري، إسلامي، طهران، الطبعة الثانية، 2016 هـ.
- ابن عبد الوهاب، حسين، عيون الإعجاز، مكتبة الدوار، قم، بيتا.
- أربيلي، علي بن عيسى، اكتشاف الحزن في علم الأئمة، الباحث: السيد هاشم رسولي محلاتي، بني هاشمي، تبريز، 2002.
- الحموي، ياقوت بن عبد الله، معجم البلدان، دار الصدر، بيروت، الطبعة الثانية، 1995.
- جعفريان، رسول، الحياة الفكرية والسياسية للأئمة الشيعة، قم، الطبعة السادسة، الأنصاريون، 2002.
- خصيبي، حسين بن حمدان، الهدى العظيم، بلاغ، بيروت 1419 هـ.
- سعيدة رحيمي، الدور السياسي للمرأة الشيعية في الترويج للمذهب الشيعي في النصف الثاني من عصر الإمامة، مجلة ثقافة البحث، العدد 19، خريف 2014.
- الصدر، السيد محمد، تاريخ الغيب، دار التعريف للصحافة، بيروت، 1412 هـ.
- صفار، محمد بن حسن، بصير الدرجات في فضائل المحمد، الباحث: محسن بن عباس علي، حارة الباغي، مكتب آية الله المراشي النجفي، قم، الطبعة الثانية، 1404 هـ.
- الطبري، محمد بن جرير، دلائل الإمامة، البعث، قم، 1413 هـ.
- الطوسي، محمد بن الحسن، الغيبة، الباحثون: عباد الله طهراني، علي أحمد نصح، دار المعارف الإسلامية، قم، 1411 هـ.
- العلوي العمري، علي بن محمد، المجدي في أنصب الطلاب، بحث: أحمد مهدوي دمغني، مكتبة آية الله مرعشي النجفي، قم، ط 2، 1422 هـ.
- قمي الشيخ عباس، نهاية الآمال في أخبار النبي وآله، دليل ما، قم، 1379.
- كليني، محمد بن يعقوب، الكافي، العلماء: علي أكبر الغفاري ومحمد أخوندي، دار الكتاب الإسلامية، طهران، الطبعة الرابعة، 1407 هـ.
- المجلس، محمد باقر، جالا العيون، صروار، قم، طبع: 9، 2003.
- المسعودي، علي بن حسين، حجة الإرادة، الأنصاري، قم، الطبعة الثالثة، 2005.
- مطهري، مرتضى، سيري في سيرة الأئمة، صدرا، قم، الطبعة الرابعة، 2004.
- مفيد، محمد بن النعمان، الإرشاد في معرفة حج الله على المصلين، باحث: مؤسسة البيت، مؤتمر الشيخ مفيد، قم، 1413 هـ.
- الفصول العشرة في الغيب، الباحث: فارس التبريزيان، دار المفيد، قم، 1413 هـ.
- نوبختي، حسن بن موسى، المذهب الشيعي، دار العزوة، بيروت، ط 1، 1404 هـ.
- يوسفي غروي، محمد هادي، موسوعة التاريخ الإسلامي، جمعية الفكر الإسلامي، قم، عدد.