الامتحان
الامتحان، من الموسوعة الافتراضية الشاملة ویکی المهدوية
من التقاليد الإلهية المهمة والأساسية للغاية «تقليد التجارب والمصائب الإلهية» حيث يتم اختبار الجميع ومحاولة الفصل بين الخير والشر والتعرف على بعضهم البعض وإظهار القدرات البشرية وتنمية نقاط القوة و المواهب وخلق النمو والتنمية للفرد والمجتمع. الفتن والمصائب تدخل الإنسان والمجتمع في صورة خير وشر وبركة وعقاب، ويجب على الإنسان أن يتفاعل بشكل مناسب وفقًا لهذه التقاليد، وبصبر ومثابرة، بعيدًا عن الكارثة، كن فخوراً بالنجاح الإلهي للمشاكل. [1]
ومن هنا فإن مشهد الحياة دائمًا ما يكون مشهدًا للتجريب، حتى يتم تدريب البشر وإتقانهم في ضوء المعتقدات الصحيحة وتنفيذ الوصايا الإلهية والصبر في مواجهة الشدائد.
بما أن إحدى حكمة غيبة الامام المهدی(عج) تعتبر تجربة الناس، وبسبب الغياب الواضح للإمام، فإن هذه المحنة صعبة ومرهقة للغاية وتلعب دورًا مهمًا وفعالًا للغاية في التطور الروحي للبشر. ومن خلال هذه التجربة يتضح من الصامد ومن الضعيف والمتردد في الإيمان والعقيدة.
المعنى اللغوي والاصطلاحى للامتحان
«الامتحان» من مقال « محن » وتعني حرفيًا المعرفة والخبرة،[2] والدقة والتأمل في الكلام، مثل الإبتلاء. [3]
من سنن الله الاختبار وامتحان العباد بوسائل وأساليب مختلفة. في القرآن الكريم، يُعبر عن الاختبار بشكل رئيسي بكلمتَي «الفتنة» و «البلاء» التجربة والبلاء، في المصطلح، هي البحث والاستقصاء عن الأفراد لتحديد المؤمن الحقيقي من غير الواقعي. [4] الاختبار هو اختبار العباد من قبل الله لمعرفة ما إذا كانوا شاكرين أم لا. [5]
أهداف الاختبارات الإلهية
من خلال فحص آيات القرآن، يتم الحصول على عدة أغراض للاختبار الإلهي. مشتمل:
- فصل صفوف المطلعين عن الغرباء. [6]
- تنقية القلب. [7]
- تحقيق التقوى. [8]
- تدريب البشر. [9]
- الفهم والنمو. [10]
- ظهور العمل. [11]
الآثار الفردية والاجتماعية للامتحان أثناء الغيبة
من الناحية الاجتماعية، فإن للاختبار الإلهي العديد من الآثار الإيجابية والمفيدة على المجتمع، بما في ذلك فوائده وآثاره:
- عندما يفترض شخص أو مجتمع انتظار أنه يخضع لاختبار الله، فإنه دائمًا ما يجد نفسه معرضًا للإغراء ويتجنب السيئات ويلجأ إلى الأعمال الصالحة:
.. ما کانَ اللَّهُ لِیذَرَ الْمُؤْمِنینَ عَلی ما أَنْتُمْ عَلَیهِ حَتَّی یمیزَ الْخَبیثَ مِنَ الطَّیبِ...؛[12]؛ تمتد سنة البلاء أيضًا إلى المؤمنين الذين ينتظرون وصولهم إلى كمالهم، ونتيجة لذلك يتميّز «المؤمن الصافي» عن «المؤمن النجس» و «الشرّ» عن «الصالح».[13] - اختبار الله يسبب حركة وحيوية المجتمع المنتظر. لأن أولئك الذين يجدون أنفسهم معرضين لامتحان الله، يسعون دائمًا للنجاح في هذا الاختبار، وبالتالي فإن الاختبار يجلب شعورًا بالمسؤولية تجاه المؤمنين والمجتمع.
أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّه وَ لَمَّا یعْلَمِ اللَّهُ الَّذینَ جاهَدُوا مِنْکُمْ وَ یعْلَمَ الصَّابِرینَ؛[14]في هذه الآية يحذر الله المسلمين من: هل تعتقدون أنه بدون الجهاد والمثابرة في سبيل الله وفقط باختيار اسم المسلم يمكن أن تكونوا في أعلى الجنة ؟! لا تغري ولا تؤمن، لن تتمتع بهذه النعم. [15] لذلك، في المجتمع الذي ينتظر فهم ظهور الإمام الغائب والعصر الذهبي لحكم الله، يقوم التقليد الإلهي على حقيقة أن الله يوفر الأرضية لحركة وحيوية المجتمع المنتظر من خلال الشاق والمرهق.
3. الامتحان يسبب الدرس. أي أن المجتمعات اللاحقة تتعلم من مصير المجتمعات السابقة وتعرف المسار الذي يجب أن تسلكه في الاختبار الإلهي حتى لا تهلك، بل تنال السمو والسعادة.
وَ مِنْهُمْ مَنْ یقُولُ ائْذَنْ لی وَ لا تَفْتِنِّی أَلا فِی الْفِتْنَه سَقَطُوا وَ إِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحیطَه بِالْکافِرینَ؛[16] في مجتمع المنتظر، مع الامتحانات الجادة والمكثفة، وفرز المؤمنين من الكفار، تتهيأ الأرض للمؤمنين لتعلم الحقيقة وقبولها، وهذا النهج يؤدي إلى نمو المجتمع وتمجيده في خلق منبر للنهوض.
امتحانات الغيبة
وقت الغياب هو وقت صعب جدا للمؤمنين. خلال هذه الفترة، تحدث إمكانية اهتزاز الإيمان وفقدان هذه الأحجار الكريمة الفريدة. وبحسب روايات المعصومين، فإن من مصاعب زمن الغياب بالنسبة للمؤمنين ما يلي:
صعوبة المحافظة على الإيمان أثناء الغيبة
الحفاظ على الإيمان في وقت الغياب له أهمية كبيرة. ثابت السوابق والمؤمنون بولاية الامام المهدي نادرة جدًا أثناء الغيبة. في تعبیر نبي الإسلام الكريم، يشار إلى هؤلاء الأشخاص باسم « کبریت الاحمر». وفي رواية، قال وهو يقدم أمير المؤمنين على أنه الخليفة من بعده: إن علي بن أبي طالب عليه السلام إمام امتي وخليفتي عليها من بعدي، ومن ولده القائم المنتظر الذي يملا الله به الارض عدلا وقسطا كما ملئت جورا وظلما، والذي بعثني بالحق بشيرا إن الثابتين على القول به في زمان غيبته لاعز من الكبريت الاحمر، فقام إليه جابر بن عبدالله الانصاري فقال: يارسول الله وللقائم من ولدك غيبة؟ قال: إي وربي، وليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين، ياجابر إن هذا الامر(أمر) من أمرالله وسر من سر الله، مطوى عن عبادالله، فإياك والشك فيه فإن الشك في أمر الله عزوجل كفر»[17]
صعوبة ذكر الله
في رواية أمير المؤمنين آن، أن الإمام يشير إلى زمن يسود فيه الظلم على الأرض، لدرجة أنه لا يمكن ذكر الله علانية! يقول: لتملأن الأرض ظلما و جورا حتى لا يقول أحد الله إلا مستخفيا، ثم يأتي الله بقوم صالحين يملئونها قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا. [18]
الغيبة مصدر للدهشة والارتباك
عن الأصبغ بن نباتة قال: أتيت أمير المؤمنين(ع) فوجدته متفكرا ينكت في الأرض فقلت: يا أمير المؤمنين مالي أراك متفكرا تنكت في الأرض، أرغبة منك فيها ؟ فقال: لا والله ما رغبت فيها ولا في الدنيا يوما قط ولكني فكرت في مولود يكون من ظهر [ ي ] الحادي عشر من ولدي، هو المهدي يملأ الأرض عدلا وقسطا كما ملئت جورا وظلما تكون له غيبة وحيرة، يضل فيها أقوام ويهتدي فيها آخرون، فقلت: يا أمير المؤمنين وكم تكون الحيرة والغيبة ؟ قال: ستة أيام أو ستة أشهر أو ست سنين، فقلت: وإن هذا لكائن ؟ فقال: نعم كما أنه مخلوق، وأنى لك بهذا الأمر يا أصبغ ! أولئك خيار هذه الأمة مع خيار أبرار هذه العترة، فقلت: ثم ما يكون بعد ذلك ؟ فقال(ع) ثم يفعل الله ما يشاء فإن له بداءات وإرادات وغايات ونهايات. [19]
الابتعاد عن القرآن وأصول المعرفة الإلهية
يقول الامام أمير المؤمنين في نهج البلاغة: « يَعْطِفُ الْهَوى عَلَى الْهُدَى إِذَا عَطَفُوا الْهُدى عَلَى الْهَوى، وَ يَعْطِفُ الرَّاءْىَ عَلَى الْقُرْآنِ إِذا عَطَفُوا الْقُرْآنَ عَلَى الرَّاءْىِ.
حَتَّى تَقُومَ الْحَرْبُ بِكُمْ عَلَى ساقٍ، بادِيا نَواجِذُها، مَمْلُوءَةً اءَخْلافُها، حُلْوا رَضاعُها، عَلْقَما عاقِبَتُها.اءَلا وَ فِي غَدٍ وَ سَيَأْتِي غَدٌ بِما لا تَعْرِفُونَ يَأْخُذُ الْوالِى مِنْ غَيْرِها عُمّالَها عَلَى مَساوِئِ اءَعْمالِها، وَ تُخْرِجُ لَهُ الْاءَرْضُ اءَفالِيذَ كَبِدِها، وَ تُلْقِي إِلَيْهِ سِلْما مَقالِيدَها فَيُرِيكُمْ كَيْفَ عَدْلُ السِّيرَةِ، وَ يُحْيِي مَيِّتَ الْكِتابِ وَ السُّنَّةِ.. كَاءَنِّى بِهِ قَدْ نَعَقَ بِالشّامِ، وَ فَحَصَ بِراياتِهِ فِى ضَواحِي كُوفانَ، فَعَطَفَ عَلَيْها عَطْفَ الضَّرُوسِ، وَ فَرَشَ الْاءَرْضَ بِالرُّؤُوسِ، قَدْ فَغَرَتْ فاغِرَتُهُ، وَ ثَقُلَتْ فِي الْاءَرْضِ وَطْاءَتُهُ، بَعِيدَ الْجَوْلَةِ، عَظِيمَ الصَّوْلَةِ، وَ اللَّهِ لَيُشَرِّدَنَّكُمْ فِى اءَطْرافِ الْاءَرْضِ حَتَّى لا يَبْقَى مِنْكُمْ إِلا قَلِيلٌ كَالْكُحْلِ فِى الْعَيْنِ.
فَلا تَزالُونَ كَذلِكَ حَتَّى تَؤُوبَ إِلَى الْعَرَبِ عَوازِبُ اءَحْلاَمِها، فَالْزَمُوا السُّنَنَ الْقائِمَةَ، وَ الْآثَارَ الْبَيِّنَةَ، وَ الْعَهْدَ الْقَرِيبَ، الَّذِي عَلَيْهِ باقِي النُّبُوَّةِ، وَ اعْلَمُوا اءَنَّ الشَّيْطانَ إِنَّما يُسَنِّي لَكُمْ طُرُقَهُ لِتَتَّبِعُوا عَقِبَهُ»[20]
الیأس من الظهور
الإمام الصادق: يقول: «انتبهوا؛ أقسم بالله أن مهديكم سيختفي، لدرجة أن الجاهل يقول عنك: لا حاجة لله في آل محمد .. ثم، مثل النجم الساطع، الأرض بالعدل؛ "كما ملئت بالظلم» من وجهة نظر الإمام صادق، غيبة الامام المهدي عليه السلام أمر مؤكد. لكن هذا الغياب يستمر طويلا حتى أن الجهلة وجهلاء الشيعة يشككون في ظهور المهدي أو وجوده ولا يلتفتون إليه!
كشف الفساد في الحكومات البشرية
إن مظاهر الفساد والدمار والمجاعة والجوع هي أيضا في أيدي الحكم البشري والنظام الملكي. جاء في صلاة العهد: ظَهَرَ الْفَسادُ فِي الْبَرِّ وَ الْبَحْرِ بِما كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ»»[21]
افول حقيقة الإسلام والقرآن
جاء في رواية أمير المؤمنين، حال الأرض قبل الظهور، وعده خداوند زمانی اتفاق خواهد افتاد که از اسلام جز اسمش و از قرآن جز رسم و رسومش نمیماند. غایب و پنهان شدن صاحبالامر بهموجب عذری روشن است؛ چنان که فتنهها قلب ها را میگیرد؛ بهطوریکه نزدیکترین مردم به آن حضرت دشمنترین او میشود و این زمان خداوند او را با لشکریانی که نمیبینند، تأیید و دین پیامبرش را به دست آن حضرت آشکار میکند و[این دین] بر تمام دینها غالب میشود؛ هرچند که کافران را خوش نیاید و از این امر اکراه داشته باشند«یتحقق الوعد الإلهي حینما لَا يَبْقَى مِنَ الْإِسْلَامِ إِلَّا اسْمُهُ، وَلَا يَبْقَى مِنَ الْقُرْآنِ إِلَّا رَسْمُهُ، وعدم وجود صاحب الأمر وإخفائه عذر واضح؛ وکماتأخذ القلوب الفتن. بحيث يصبح أقرب الناس إليه أكثر عداء له، وهذه المرة يؤیده الله بجيوش لا يراها، ويظهر دين نبيه من خلال ذلك الإمام، ويسود [هذا الدين] على جميع الأديان؛ ولو کره الکافرون.» [22]
هامش
- ↑بقره، آیات 155 و 156 و 214؛ عنکبوت، آیات 2 و 3؛ آلعمران، آیات 179 و 186؛ مائده، آیه 48؛ محمد، آیه 31؛ انبیاء، آیه 35.
- ↑حسن مصطفوی، التحقیق فی کلمات القرآن الکریم، ج 11، ص 42.
- ↑حسین بن محمد راغب اصفهانی، المفردات فی غریب القرآن، ص 762.
- ↑سید امیرابوالفتوح حسینی جرجانی، آیات الاحکام، ج 2، ص 70.
- ↑محمد بن حبیب الله سبزواری نجفی، ارشاد الاذهان الی تفسیرالقرآن، ص 469.
- ↑آیات: آل عمران، 179 و 140 و 166؛ مائده، 24؛ هود، 8؛ ملک، 2؛ نمل، 20؛ عنکبوت، 3؛ سبا، 50 و 21.
- ↑آل عمران، 140 و 141 و 154.
- ↑حجرات، 3.
- ↑بقره، 45؛ اعراف، 129 و 141.
- ↑نساء، 6.
- ↑اعراف، 129؛ صافات، 102 و 103.
- ↑آلعمران، آیه ۱۷۹.
- ↑سید محمد حسین طباطبایی، تفسیر المیزان، ج ۴، ص ۱۲۳،
- ↑آلعمران، آیه ۱۴۲.
- ↑ناصر مکارم شیرازی، تفسیر الامثل، ج ۳، ص ۱۱۲،
- ↑التوبة، آیه ۴۹.
- ↑محمد بن علی بن بابویه، کمال الدین، ج 1، ص 288.
- ↑محمد بن حسن طوسی، الامالی، ص 382.
- ↑محمد بن یعقوب کلینی، اصول کافی، ج 1، ص 338.
- ↑نهج البلاغة، خطبة 138؛ بحارالانوار، ج 51، ص 130.
- ↑روم، 41.
- ↑محمد باقر مجلسی، بحارالانوار، ج 90، ص 125.
مراجع
- القرآن
- نهج البلاغة، تحقيق فايز الإسلام، هجرة، قم، 1414 هـ.
- حسيني الجرجاني، أمير أبو الفتوح، آية الأحكام، منشورات نافيد، طهران، 1404 هـ.
- راغب أصفهاني، حسين بن محمد، المفردات في غريب القرآن، دار العالم - الدار الشامية، دمشق - بيروت، 1412 هـ.
- سبزواري نجفي، محمد بن حبيب الله، هداية العقول لتفسير العقول، دار التعريف للصحافة، بيروت، 1419 هـ.
- صدوق، محمد بن علي بن بابوية قمي، كمال الدين وتمام النعمة، بحث: علي أكبر الغفاري، الإسلامية، طهران، 2016.
- طبطبائي، سيد محمد حسين، الميزان في تفسير القرآن، مكتب المطبوعات الإسلامية لجمعية معلمي حوزة قم، 1417.
- الطوسي، محمد بن حسن، العمالي، دار الثقافة، قم، 1414 هـ.
- كليني (محمد بن يعقوب كليني)، أصول كافية، بحث: علي أكبر الغفاري، المكتبة الإسلامية، طهران، 1407 هـ.
- المجلسی، محمد باقر، بحارالانوار، داريا التراث العربي، بيروت، 1403 هـ.
- مصطفوي، حسن، بحث في كلام القرآن الكريم، نظرة وترجمة ونشر الكتاب، طهران، 1981.
- نوروزي، محمد رضا، المهدوية، سيادة الله المطلقة في الخلق، الرسالة، قم، 1398.
مقتطفات من
- كتاب المهدوية، سيادة الله المطلقة في الخلق، تأليف محمد بياباني، أوسكوي، ومحمد رضا نوروزي.