خسف البیداء
خسف البیداء، من الموسوعة الافتراضية الشاملة ویکی المهدوية
«خَسف البيداء» هي إحدى علامات الظهور المؤكدة التي تناولتها المصادر الشيعية والسنية على حدٍ سواء معنى الخسف البيداء أن جيش سفيان الذي يسير من المدينة إلى مكة بقصد قتل الإمام المهدی(عج) يغرق بأعجوبة في وسط الطريق وفي أرض البيداء.
خَسف البيداء في اللغة والاصطلاح
ومن العلامات المحددة للظهور التي وردت في بعض الروايات [1] "خَسفُ البداء"، وتتكون هذه العلامة من كلمتين «خَسف»و «بيداء».كلمة «خَسف» تعني حرفياً «الغرق»، وكلمة «البيدا» تعني الصحراء التي لا شيء فيها. لكن معنى هذه الكلمة هنا وأيضًا استخدام الأغلبية في الروايات الإقليمية بين مكة والمدينة. [2]
لكن في المصطلح معنى كلمة خَسف البيدا أن أحد الجيوش الصوفية الذي يحمل أغنية قتل الإمام المهدی(عج) يغرق في أرض البيدا ويفشل في الوصول إلى هدفه الشرير.
حدوث الخسف في القرآن
استُخدمت كلمة « خَسَف »ومشتقاتها ثماني مرات في القرآن الكريم وترتبط آية واحدة منها بغرق قارون في الأرض. الذي يقول فيه الله: .فَخَسَفْنا بِهِ وَ بِدارِهِ الْأَرْضَ فَما كانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَ ما كانَ مِنَ المُنْتَصِرين [3]؛
إن تطبيقه على قارون في الماضي التاريخي يقضي تمامًا على احتمال استبعاد هذه الظاهرة في المستقبل. بالإضافة إلى أن المعصومين فسروا أربع آيات من القرآن الكريم بخسف البيداء [4]
طبعا هناك آيات أخرى تم تفسيرها في هذا الموضوع لكن هذه الآيات فُسرت بالخسف مطلقة ولم يرد فيها ذكر للبيداء. .[5]
أنواع الخسف في الروايات
بالإضافة إلى خسف عسكر السفياني في أرض البيداء، ورد في الروايات عدة خسوفات أخرى، وهي: خسف جابیه [6](من بلاد الشام ) خسف حرستا[7]
بغداد و بصره[8] خسف الشرق والغرب والجزيرة العربية [9]. في الروايات، هذه الخسوفات المتعددة تحدث في زمن الظهور.
خسف البيداءفي المصادر الشيعية والسنة
وقد ورد ذكر الروايات المتعلقة بهذه الحادثة في العديد من المصادر الشيعية والسنية القديمة وتنوع هذه المصادر وطبيعتها المباشرة دليل على أصالة وصحة أصل هذه القصة. ومن المصادر الشيعية نذكر قرب الأسناد الحميري [10] والكافي كليني [11]، الغیبه نعمانی[12] کمال الدین شیخ صدوق[13]، الارشاد شیخ مفید[14]، و تفسیر عیاشی[15].[16]ومن المصادر السنية نذكر مسند احمدبن حنبل[17] سنن ابی داودد[18] و صحیح ابن حبان[19] .[20] فمثلا نص في مسند أحمد: في وقت الوفاةسيكون هناك خلفاء مختلفون. فغادر رجل المدينة وهرب إلى مكة. فذهب إليه بعض أهل مكة وأخرجوه على مضض من مخبئه وبايعوه بين الركن والمقام. في هذه الأثناءيتم إرسال جيش إليهم من المساء ويغرقون في الأرض في البيداء. لماترى الناس هذا الموقف يتابعون هذه الحادثة، يأتي إليه ابدال الشام وجماعات (العصائب) من العراق ويبايعونه ... يعامل الناس بحكم نبيهم ويؤسس الإسلام في الأرض لمدة سبع سنين.
أهمية الخسف
وتعد هذه الحادثة من بوادر الظهور وأحد التفاصيل المتعلقة بحادثة انتفاضة السفياني، ولكن نظرًا لأهميتها الخاصة فقد تم ذكرها بشكل مستقل مع بوادر ظهور أخرى. هناك أسباب عديدة لإثبات أهمية هذا الحادث:
- تعتبر هذه الحادثة علامة مؤكدة على الظهور .[21]
- تدل هذه الحادثة على التدخل المباشر من الله في دعم جبهة الحقيقة، وتدل على أن إرادة الله تعالى هي أن حياة الإمام المهدی(عج) بأي حال من الأحوال، وحتى مع تدخل عوامل غير طبيعية.لتحمي. هذا الحدث المعجزة، الذي أدى إلى تدمير أجزاء من أهم جبهة معارضة، يحمل رسالة للمعارضين والمعارضين الآخرين بأن مقاومة الحركة العالمية للإمام المهدی(عج) لن تؤدي إلا إلى الهزيمة.
- هذه الحادثة شبيهة بقصة اصحاب الفيل. لأنه على مر التاريخ كانت هناك وستكون جيشان حربيان تم تدميرهما بأعجوبة على طول الطريق إلى مكة. والخسف هو إحدى هاتين الحركتين. [22]
خسف البیداء؛ علامة المجيء
حول أن من علامات ظهور المهدی(عج) هو خسف البيداء وهذه الحادثة من الأحداث المتعلقة بقدوم الإمام المهدی(عج) لا يمكن الشك فيها. قال أبو بصير في رواية: قلت للإمام الصادق(ع) جعلت فداك، فمتى خروج القائم؟ قال الإمام: يا أبا محمد، نحن أهل بيت لا نحدّد الوقت، فقال محمد صلى الله عليه وآله وسلم: إن الذين حددوا الوقت كذبوا. يا أبا محمد قبل هذا خمس علامات: أولها نداء في شهر رمضان، وخروج سفيان وخروج الخراساني، وقتل النفس الزكية وخسف البداء. وفي رواية أخرى نقرأ عن ذلك الإمام ما يلي: » خمس علامات قبل قیام القائم: «الصیحه والسفیانی والخسف و قتل النفس الزکیه والیمانی» [23]
قصة الخسف
وبحسب الروايات، بعد أن غادر جيش السفياني إلى مكة المكرمة لاغتيال الإمام المهدی(عج)، غرق على الأرض في منتصف الطريق وفي منطقة البيداء، ولم ينج أحد منهم إلا شخصان أو ثلاثة. . ورد في العديد من الروايات وقوع الخسف. هذا الحدث هو حدث معجزة يتم بمشيئة الله وتدخل قوى غير مرئية. وتفسير بعض الروايات أن المنادي ينادي ويامر الأرض لتبتلع الجيش السفياني. ومنها قول الإمام الباقر(ع) في الرواية: ثم هبط قائد الجيش السفياني في البيداءوينادى من السماء يا بيدا اهلكى هذه الجماعة! فسقطوا على الأرض ولم يبق منهم إلا ثلاثة ... »[24] وتعبر بعض الروايات الأخرى أن الله يأمر البيداء أن تلتهم جيش السفياني. فمثلاً في حديث صحيح عن الإمام الباقر(ع) ما ورد فيه: « أمر الله الأرض وتعطيهم الأرض وتأخذهم ... .»[25]
وقت الخسف
هناك ثلاث فئات من الروايات حول وقت وقوع هذا الحدث الهام والمعجز:
- الروايات التي تعتبر حادثة الخسف البيداء مرتبطة قبل الظهور ومنها رواية الإمام الصادق(ع) الذي قال: (خمس العلامات قبل الظهورالصیحه والسفیانی والخسف و قتل النفس الزکیه والیمانی). [26]
- الروايات التي تعتبر أن هذه الواقعة مرتبطة بعد الظهور كما في رواية الإمام الباقر(ع) ما يلي: وإذا أخرنا العذاب عنهم حتى وقت جماعة معينة أنهم اصحاب القائم، فإنهم أقسموا بالله أن يجتمعوا معه في لحظة، وعندما يصل إلى الهاوية يتقدم جيش السفيانی نحوه. لذلك يأمر الله الأرض وتأخذهم الأرض. »[27]
- الروايات التي تتحدث عن الظهور المتزامن مع الخسف[28]
ومن بين الروايات، يمكن إعادة روايات الفئة الثالثة إلى روايات القسم الأول، لذلك تبقى مجموعتان من الروايات متعارضة مع بعضهما البعض من حيث المعنى، لأنه بحسب روايات الفئة الثانية، الإمام المهدی(عج) حاضر في وقت خسف البيداء، حسب الموضوع والمجموعة الثالثة هي مكان تواجده وقت الخسف مكة. لذلك، لا يمكن الحكم على الوقت المحدد للخسف ونسبة الوقت مع المظهر بشكل قاطع. على الرغم من أن الروايات المذكورة كانت تتعارض مع بعضها البعض بطريقة ما، ولكن من حيث المبدأ أن الخسف البيداء سيحدث وأيضًا أن هذا الحادث سيحدث للجيش السفياني وسيكون على بعد مسافة قصيرة من الظهور، يتفقون مع الرأي. صراع طفيف في وجود جزء من محتوى الروايات يمكن أن يكون بسبب الخطأ غير المتعمد لرواة الأحاديث، الذين يروون القصة ويعبرون عن أسبقية وتأخر مكوناتها في السير.لقد ذهبوا وفي رواية القصة وضعوا عن طريق الخطأ بعض المكونات قبل الأخرى [29].
هامش
- ↑عیاشی، محمد بن مسعود، تفسیر العیاشی، ج 1، ص 65؛ نعمانی، محمد بن ابراهیم، الغیبه، ص 316؛ طبری، ابن جریر، تفسیر جامع البیان، ج 22، ص 129، بخاری، محمد بن اسماعیل، صحیح البخاری، ج 3، ص 19، کلینی، محمد بن یعقوب، اصول کافی، ج 3، ص 389، شیخ طوسی، محمد بن حسن، الغیبه ص 441، شیخ مفید، محمد بن محمد بن نعمان، الارشاد ج 2، ص 372. و ...
- ↑ابن اثیر، النهایه فی غریب الحدیث، ج 1، ص 171.
- ↑قصص، آیه 81.
- ↑عیاشی، محمد بن مسعود، تفسیر عیاشی، ج 1، ص 65؛ طبری، ابن جریر، تفسیر جامع البیان، ج 22، ص 129؛ حسینی استرآبادی، شرف الدین، تاویل الآیات، ج 2، ص 542، نعمانی، محمد بن ابراهیم، الغیبه، ص 290.
- ↑انعام/ 65؛ هود/ 83.
- ↑نعماني، محمد بن ابراهیم، الغیبه، 288.
- ↑نعماني، محمد بن ابراهیم، الغیبه، ص 305.
- ↑مفید، محمد بن محمد، الارشاد، ج 2، ص 378
- ↑الصدوق، علی بن محمد، ج 1، ص 251.
- ↑حمیری، عبدالله بن جعفر، قرب الاسناد، ص 123
- ↑کلینی، محمد بن یعقوب، الکافی، ج 8، ص 166.
- ↑hg نعمانی، محمد بن ابراهیم، 257.
- ↑صدوق، محمد بن علی، ج 2، ص 649.
- ↑مفید، محمد بن محمد، الارشاد، ج 2، ص 368.
- ↑hg عیاشی، محمد بن مسعود، ج 2، ص 261.
- ↑آیتی، نصرت الله، التفكير في علامات الظهور الحتمية، ص 189.
- ↑الشیبانی، احمد، ج 6، ص 316
- ↑سجستانی، ابی داوود، الصحیح، ج 2، ص 310
- ↑فارسی، علی بن بلبلان، ج 15، 158
- ↑بخاری، محمد بن اسماعیل، صحیح البخاری، ج 3، ص 19؛ ابن حبان، علی بن بلبان، صحیح ابن حبان، ج 15، ص 158؛ سجستانی، ابوداود، سنن ابی داود، ص 310.
- ↑نعمانی، محمد بن ابراهیم، الغیبه، ص 301، باب 16، ح 6؛ کلینی، محمد بن یعقوب، الکافی، ج 8، ص 310؛ شیخ صدوق، محمد بن علی بن بابویه، کمال الدین و تمام النعمه، ص 650، باب 57، ح 7.
- ↑آیتی، نصرت الله، التفكير في علامات الظهور الحتمية، ص 182.
- ↑الکلینی، محمد بن یعقوب، الکافی، ج 8، ص 310
- ↑النعمانی، محمد بن ابراهیم، الغیبه، ص 289، باب 14، ح 67.
- ↑علی بن ابراهیم قمی، تفسیر القمی، ج 2، ص 205.
- ↑کلینی، محمد بن یعقوب، الکافی، ج 8، ص 310.
- ↑علی بن ابراهیم قمی، تفسیر القمی، ج 2، ص 205.
- ↑نعمانی، محمد بن ابراهیم، الغیبه ص 290، باب 14، ح 67؛ المجلسی، محمدباقر، بحارالانوار، ج 52، ص 305.
- ↑آیتی، نصرت الله، تاملی التفكير في علامات الظهور الحتمية ص 181-213
مراجع
- القرآن الكريم
- ابن جرير الطبري، تفسير جامع البيان، بيروت، دار الفكر، 1415 هـ.
- ابن أثير، النهاية في الحديث الغريب، قم، المعهد الإسماعيلي، الطبعة الرابعة، 1985.
- أحمد بن حنبل، المسند، بيروت، دار صادر، بيتا
- حسيني الأسترابدي، شرف الدين، تفسير الآيات الظاهرة في فضائل عطرة الطاهرة، قم، مدرسة الإمام المهدي، الطبعة الأولى، 2006.
- الشيخ مفيد (محمد بن محمد بن النعمان أكبري).الأرشد بيروت دار المفيد الطبعة الثانية 1414 هـ.
- الشيخ الطوسي (محمد بن حسن) قم، معهد التنوير الإسلامي، الطبعة الأولى، 1411 هـ.
- علي بن إبراهيم قمي، تفسير القمي، قم، دار الكتاب، الطبعة الثانية، 1404 هـ.
- علي بن بلبان الفارسي (ابن حبان) معهد الرسالة الطبعة الثانية 1414 هـ.
- كليني (محمد بن يعقوب) الكافي، المكتبة الإسلامية، الطبعة الخامسة، 1984. 11. محمد بن إبراهيم (النعماني) الغيبة أنور الهدى الطبعة الأولى 1422 هـ.
- محمد بن إسماعيل البخاري، صحيح البخاري، بيروت، دار الفكر، 1401 هـ
- محمد بمسعود عياشي، تفسير العياشي، طهران، المدرسة العلمية الإسلامية.
مقتطفات من
- آياتي، نصرت الله، تأملات في بوادر الظهور الحتمية، قم، معهد المستقبل المشرق، الطبعة الثانية، 2011. عن طريق الالتقاط والتلخيص