الإمام الحسن العسكري (ع)
[page_title]، من الموسوعة الافتراضية الشاملة ویکی المهدوية
يعتبر تقديم الإمام المهدي(عج) وتهيئة المجتمع الشيعي لغيبة الإمام الثاني عشر من أهم استعدادات الإمام الحسن العسكري(ع) في عهده. تتناول الرسالة التالية، أثناء تقديمه للإمام، دور الإمام الحادي عشر في مجال المهدوية.
1. سيرة الإمام العسكري (ع)
الحسن بن علي بن محمد (ع) الملقب بالإمام الحسن العسكري(ع) (232-260 هـ) هو الإمام الحادي عشر للشيعة الإثني عشرية الذي قاد الشيعة لمدة 6 سنوات. هو ابن الإمام هادي(ع) ووالد الإمام المهدی(عج). 1 تذكر معظم المصادر أنه ولد في المدينة المنورة؛ لكن هناك حديث أيضا عن ولادته في سامراء. 2 تذكر المصادر الإمامية المبكرة ولادة الإمام في ربيع الثاني عام 232 هـ. 3 استشهد الإمام العسكري(ع) الثامن من ربيع الأول سنة 260 هـ 4عن عمر يناهز 28 سنة5 في عهد معتمد عباسي. وبحسب الرواية الشهيرة، لم يتزوج الإمام العسكري(ع) ولم يستمر نسله إلا من خلال خادمة أم الامام المهدي(عج). 6وبحسب معظم المصادر الشيعية، فإن الولد الوحيد لهذا الإمام، إمام الزمان (عج)، كان اسمه «م ح م د». 7 الإمام العسكري(ع) باعتباره حلقة الوصل بين وقت الظهور ومدة الغياب، قدم أكبر خدمة لمجتمع المعتقدون بالمهدی؛ لأن فترة النفع البشري للإمام الظاهر كانت تقترب من نهايتها، وبعد ذلك حدثت فترة مهمة للغاية في حياة أتباع أهل البيت. بدأت هذه الفترة في وقت واحد مع حدثين مهمين: الأول، وصول آخر سلطة إلهية إلى منصب الإمامة، وثانيًا، وضع ذلك الإمام خلف ستار الغياب. لذلك، مع الحفاظ على الإمام من بعده وتقديمه للشيعة، فعليه أن يطلعهم على مشاكل الغياب الطويل ويعلمهم كيفية الهروب من الفتنة.
2. دور الإمام العسكري(ع) في حفظ وتقديم الإمام المهدی(عج)
كان من أعظم مسؤوليات الإمام العسكري(ع) تقديم ابنه على أنه إمام ومقتدى الشعب، وتمهيد الطريق لغيابه، وشرح ولاية أهل البيت وشرحها.
وفي كمال الدين للشيخ صدوق: قال أحمد بن إسحاق قمية: لما وُلد الحجة ذكر خطاب بخط الإمام الحادي عشر(ع) ولادة ابنهما وغيابه على النحو التالي: «أن الطفل وقد ولد لنا وهذا مخفي عنك وخفي عن كل الناس ولا نقول هذا إلا لأقارب وأصدقاء محافظته. نود إطلاعكم على هذا الموضوع لعل الله يفرحكم بسببه. كما أسعدنا الله بها». 8
يروي الشيخ الطوسي في كتاب الغيبة أن أربعين شيعياً مع عثمان بن سعيد العمري نائب الإمام الحسن العسكري(ع) أتوا لخدمته في المجلس وأن الإمام المهدي(عج) الذي كان طفلا جاء إليه وأشاروا وقالوا: بعدي هذا ابن إمامك وخليفي عليك. أطعه ولا تشتت ورائي لأنك ستهلك في دينك. اعلم أنك لن تراه مرة أخرى حتى تنتهي حياته. 9
3. دور الإمام العسكري (ع) في إعداد الشيعة لوقت الغياب
كان على الإمام الحسن العسكري (ع) أن يوضح للناس أن هناك إماماً حتى في زمن الغياب، وإن كان سراً، وأن يهيئ الناس لإدارة الطائفة الشيعية في وضع لا يسهل عليهم فيه الوصول إلى المعصوم. إمام. أبلغ الناس أن لديك إماماً وأنه حي وحاضر وداعمك ومرشدك؛ لكن ليس من السهل الوصول إليه وحاولوا زيادة إيمان الناس بالتغيب عن العمل.
موسى البغدادي يقول: سمعت من الإمام العسكري(ع) : يبدو أني أراك تختلف على خليفي بعدي؛ اعلم أن من اعترف للأئمة بعد رسول الله؛ لكن تنكر طفلي؛ إنه كمن يعترف لجميع الأنبياء والمرسلين. ولكنه ينفي نبوة الرسول الكريم، وإنكار رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كمن ينكر جميع الأنبياء. لأن طاعة نهايتنا هي مثل طاعة منكرنا الأول والأخير مثل منكرنا الأول. اعلموا ان لولدی غیبة، حتى يشك الناس في ذلك [وجود ابنی]، إلا من يحفظه الله تعالى.». 10
يقول أبو علي بن همام: سمعت عن محمد بن عثمان العمري: سمعت أبي يقول: كنت مع الإمام العسكري(ع)؛ ومن ذلك الإمام من الأخبار التي وردت عن آبائه الكرام. وطلبوا ألا تفرغ الأرض من سلطان الله على الخالق حتى يوم القيامة، ومن مات ولم يعرف إمام زمانه فقد مات جهلًا. كما أن النهار هو الحق قيل الإمام: يا ابن رسول الله! من هو الحجة والإمام من بعدك؛ فقال الامام: ابني محمد. هو الإمام والمرجع من بعدي. من مات ولم يعرفه فقد مات موت جهل. واعلم أن عنده غیبة يضيع فيها الجاهل ويهلك الشرير، ومن وضع آخر الزمان يكذب. «ثم يغادر ويبدو أنني أنظر إلى الأعلام البيضاء التي ترفرف فوق رأسه في النجف بالكوفة.». 11
4. إحالة الشيعة إلى محامين
إحدى استراتيجيات الامام العسكري (ع) تمهيد الطريق لغياب ابنه؛ وأحالوهم إلى محامين خاصين وذوي مصداقية قدموا للشعب بواسطته. وبهذه الطريقة أوضح الإمام للشيعة أن الإمام المعصوم لن يكون بينهم في المستقبل القريب، وبالتالي يجب أن يتلقوا تعاليمهم الدينية من أولئك الذين لديهم صلة ما بإمام الزمان.
يقول أحمد بن إسحاق: ذات يوم دخلت على الإمام علي بن محمد (ع) وسألته: يا سيدي! أحيانًا لا يمكنني خدمتك؛ إلى من أعود في ذلك الوقت ومن أطيع؟ قال: ما يقول لك ويفعل لك قال وفعل عني. يقول أحمد: لما مات الإمام علي بن محمد (ع)؛ ذات يوم أتيت لابنه الإمام العسكري(ع) وكررت نفس السؤال. أجاب الامام :«عثمان بن سعيد ثقتنا في حياتنا وبعد موتنا؛ كما كان يثق به الإمام السابق. كل ما يقوله ویؤدیه منی یقوله». 12
5. طريق الخلاص من فتنة عصر الغياب
لقد بذل الإمام الحسن العسكري(ع) في شرحه لعقيدة وعقيدة المهودية ودخول المجتمع في عصر الغيبة جهوداً مناسبة، يرتبط جزء منها برواياته المنيرة.
يقول: «أقسم بالله أن الامام المهدي (عج) سوف يكون غائبًا لدرجة أنه لن ينجو من الهلاك أثناء غيابه [الطويل] إلا إذا أثبت الله تعالى أنه يؤمن بإمامة المهدي (عج) ويعطيه. له التوفيق». 13
وروي عنه أيضا: "مثله [إمام الزمان(عج) ] في هذه الأمة كالخضر وذو القرنين". "يكون له غيبة لا يخلص فيها أحد إلا الذي يثبته الله عز وجل في الإيمان بالإمامة وينجح في الدعاء للإسراع بالفرج". 14
هامش
- محمد بن محمد مفید، الارشاد، ج۲، ص۳۱۳؛ محمد بن حسن طوسی، تهذیب الاحکام، ج۶، ص۹۲.
- یوسف ابن حاتم عاملی، الدر النظیم، مؤسسه، ص۷۳۷.
- محمد بن یعقوب کلینی، الکافی، ج۱، ص۵۰۳؛ محمد بن محمد مفید، الارشاد، ج۲، ص۳۱۳
- محمد بن یعقوب کلینی، الکافی، ج۱، ص۵۰۳؛ محمد بن محمد مفید، الارشاد، ج۲، ص۳۱۳
- احمد بن علی طبرسی، اعلام الوری، ج۲، ص۱۳۱.
- احمد پاکتچی، « مدخل امام حسن عسکری»، ص۶۱۸
- محمد ابن شهرآشوب، مناقب آل ابیطالب، ج۳، ص۵۲۳.
- محمد بن علی ابن بابویه، کمال الدین، ج2، ص 408.
- محمد بن الحسن الطوسی، کتاب الغیبه، ص357.
- محمد بن علی ابن بابویه، کمال الدین، ج2 ص119.
- السابق.
- محمد بن یعقوب کلینی، الکافی، ج 1، ص 329 و محمد بن الحسن الطوسی، الغیبه، ص 360.
- محمد بن علی بن بابویه، کمال الدین ، ج 2، ص 384.
- محمد بن یعقوب کلینی، الکافی، ج 1، ص 329 و محمد بن الحسن الطوسی، الغیبه، ص 360.
مراجع
- ابن بابوية، محمد بن علي، كمال الدين وتمام النعمة(ترجمة بهلوان)، ترجمة منصور بهلوان، دار الحديث، قم، 2001.
- ابن حاتم عاملي، يوسف، الدار النظيم، قم، المعهد الإسلامي للنشر، العدد.
- ابن شهر عشوب، محمد، مناقب أبي طالب، النجف، بينا، 1997 هـ.
- أحمد بكتشي، "حسن عسكري إمام"، الموسوعة الإسلامية الكبرى، المجلد 20، طهران، مركز الموسوعة الإسلامية الكبرى، 2012.
- الطبرسي، فضل بن حسن، أعلام الوری مع علم الهدى، قم، البيت، 1417 هـ.
- الطوسي، محمد بن الحسن، الغيبة، محرر: عباد الله طهراني وعلي أحمد نصح، معهد التنوير الإسلامي، قم، بيتا.
- كليني، محمد بن يعقوب، الكافي، بحث علي أكبر الغفاري ومحمد أخوندي، طهران، منشورات إسلامية، 1407 هـ.
- الطوسي، محمد بن الحسن، تهذيب الأحكام، دار الكتاب الإسلامية، طهران، 1407 هـ.
- مفيد، محمد بن محمد، الهداية في معرفة الحج الله علي العباد، قم، مؤسسة أهل البيت لإحياء التراث، 1414 هـ. ك ويفعله فقد قاله وفعله نيابة عني".