زواج الامام المهدي
[page_title]، من الموسوعة الافتراضية الشاملة ویکی المهدوية
مقدمة
من القضايا الواسعة النطاق في مجال المهدية التي حظيت باهتمام أكبر في السنوات الأخيرة؛ موضوع «الزواج وإنجاب الامام المهدي» له ثلاث مقاربات في هذا الصدد:
- الموقف الإيجابي: بعضه بسبب توصية النكاح وبراءة الإمام من ترك هذا الموصي ووجود الروايات والصلوات في هذا الشأن. يؤمنون بوجود زوجة وأطفال. 1
- موقف المنكرين: من خلال الاعتماد على تناقضات الزواج مع طبيعة وبنية الغياب والروايات التي تشير إلى عدم إنجابهم لأطفال. يؤمنون بعدم وجود زوجة وأطفال. 2
- الموقف الصامت: تعتقد هذه المجموعة أنه لا ينبغي معالجة مثل هذه القضايا ويجب إيقافها في النهاية. يعتقدون أن عدم الزواج من الإمام لن يتدخل في قبول الإمام. 3
فيما يلي أربع طرق:
دلائل من يؤمن بزواج الامام
هؤلاء المؤمنون، من خلال الاعتماد على الآيات والأحاديث وحياة المعصومين، والحديث النبوي، والقول بأنهم لا يتصرفون بما يخالف ترتيب القرآن والشريعة والسنة النبوية، يحاولون اثبات استحالة عدم زواج الامام المهدي
دلائل من قال بزواج الامام من الروايات التالية:
1. روایات استحباب الزواج
وهناك روايات ايضا. أن يهتم الرب بالبيوت التي يتم فيها الزواج؛ مثل رواية الإمام الصادق «ان الله عز وجل یحب البیت الذی فیه العرس و یبغض البیت الذی فیه الطلاق و ما من شیی ء ابغض الی الله عز و جل من الطلاق.». 6
من ناحية أخرى، على حد تعبير المعصومين، هناك تركيز خاص على مسألة الزواج لدرجة أن الزواج أصبح أحد «سنة» الرسول الكريم. وهناك اقتباس شهير من الرسول الكريم مرسل غير موثق في مصادر شيعية، جاء فيه عن التشجيع على الزواج: : «النکاح سنتی فمن رغب عن سنتی فلیس منی». 7
2 . التخمين
في الآثار المهدوي، هناك تخمينات حول عائلة الإمام المهدي. فمثلاً كتب البعض أن السيد بن طاووس كتب لابنه:«يا بني! في الآونة الأخيرة، تم انتخاب الامام عائلة "لو كنت قد حصلت على إذن، لكنت أخبرتك من أي قبيلة اختار الامام زوجة منها.»8. وكذلك في كتاب بيان الإمام الذي يفتقر إلى المصداقية الكافية. عن أمير المؤمنين أن الإمام المهدي یتزوج بنت زُبيد بن غسان وتنجبت زوجته ولدين ، 9 في أن الدليل على هذا البيان هو «خطبة البيان»، فإن هذه الخطبة تعتبر نصًا مزيفًا من قبل معظم العلماء.
3. الحاجة الطبيعية
يعتقد البعض أنه بغض النظر عن الجانب السماوي للوجود الكريم للإمام؛ إنه إنسان، لديه غريزة إنسانية مع رغبات بشرية ومثل آبائه الكرام وأسلافه القديسين ومثل غيره من الأنبياء والقديسين المعصومين، ولا يوجد إنسان لديه حتمًا غريزة جنسية. لذلك، لا يبدو من الصحيح أن الامام المهدي غير متزوج لهذه المدة الطويلة. 10
أسباب إنكار زواج الإمام المهدي
وقد جادل هؤلاء بنفي زواج الإمام المهدي أثناء الغیبة الکبری للأسباب التالية:
1. تناقض الزواج مع طبيعة الغياب
زواج الإمام لا يتوافق مع فلسفة الغيبة وبنيتها. لأن الزواج يقتضي إنجاب زوجة وأولاد، وهذا يجعلهم معروفين. كما أن اعتراف الزوج وتعريفه أمر شائع. في هذه الحالة، قد تنكشف أسرار التغيب وقد تكون حياتهم في خطر. الشهيد الصدر يفحص موضوع الزواج على أساس نظرية إخفاء جسد الإمام عن العين ويكتب:«يجب أن نصدق أن هؤلاء الأئمة لم يتزوجوا بعد ولن يتزوجوا حتى نهاية غيابهم، و هذا لن يكون مشكلة. لأن ذلك الإمام لا ينبغي له أن يفعل ما يخالف غيابه. لذلك لا يجوز لهما الزواج. لأن الزواج يتعارض مع الغياب ويتطلب الكشف عن مكانة الإمام؛ ولأن الزواج غير ممكن على الرغم من جسد الامام غير المرئي، وإذا أراد الإمام الظهور والزواج، فهذه هي نفس العذر الذي يجب تجنبه؛ لأن هذا الموقف يتعارض مع غرض ذلك الإمام»11
2. روايات وحدة الإمام
وفي ما يتعلق بتشرد الإمام الثاني عشر ووحدته، فقد روى الإمام الرضا حديثاً على النحو الآتي:«انَ الخضر شرب من ماء الحیاه فهو حیَ لا یموت. وسیونس الله به وحشه قائمنا فی غیبته و یصل به وحدته؛ 12.
وفي طريق الاستدلال يقال: لو كان لهذا الإمام زوجة وأولاد لما احتاج إلى رفيق. كما ورد في بعض الروايات أن الإمام ذُكر بلقب «فريد» و «وحيد»، وهذا التفسير يدل على أنه ليس له زوجة ولا أولاد. 13
3. روايات أصحاب الإمام
وورد في عدد من الروايات ذكر أصحاب الإمام في غيابه ثلاثون فقط من أصحابه المميزين، ولم يرد ذكر لمرافقته زوجته وطفله. قال الإمام صادق في هذا الصدد: «لا بدّ له فی غیبته من عزله و نعم المنزل طیبه و ما بثلاثین من وحشه؛»14
لا يمكن أن تكون امرأة من هؤلاء الثلاثين زوجة للنبي. وكأن عدد كافٍ من المعلقين قدموا هؤلاء على أنهم شيعة وصحابة وخواص. 15
4. عدم وجود تقرير من الغیبة الصغری
بالنظر إلى أن الامام المهدي (ع) قد أمضى ما يقرب من سبعين عامًا من حياته أثناء الغياب الصغرى، وأن القيود المفروضة على هذه الفترة في الزواج كانت أقل بكثير مما كانت عليه أثناء الغيبة الكبری، وأيضًا في أي من المصادر الموثوقة أو كلام نواب لا توجد اشارة محددة لهذه النقطة. يمكن للمرء أن يفضل فكرة عدم وجود زوجة أو أطفال للامام أثناء الغيبة الكبری. 16
دلائل الصامتین
الأسباب الرئيسية لهذا الموقف أربعة:
أولاً، هذه من القضايا الهامشية للمهدوية التي لا يضر السكوت فيها بجوهر القضية ومكانة المهدوية وآثارها.
ثانيًا، لم يأخذ شيوخ الشيعة هذه المسألة بجدية قبل الفترة المعاصرة.
ثالثاً، حجج كلا الجانبين ليست ذات مصداقية كافية لتوضيح مهمة هذه القضية التاريخية. لأن كثيرين منهم قد وردوا أو لوجود رواة مجهولين في وثائقهم.
رابعاً، إن الحجج المذكورة، بغض النظر عن ضعف الوثيقة، متناقضة ولا يوجد تفضيل لمجموعة على أخرى. بالطبع، من الناحية الكمية، فإن عدد روايات المجموعة المتفق عليها أكبر؛ لكن لا يكفي أن تؤدي إلى تفضيل مطمئن. 17
هامش
- میرزا حسین نوری، نجم الثاقب فی احوال الامام الغائب؛ ج2، ص402.
-
- خدامراد سلیمیان کتاب المهدویة؛ ج2، ص140.
- الصمت في هذا الأمر أكثر توافقًا مع معايير العقل والرواية (محمدري شهري وآخرون؛ موسوعة الإمام المهدي؛ ج3، ص56).
- ر. : محمد بن حسن حرعاملی؛ وسائل الشیعه، ج20، ص18، باب کراهه العزوبه و ترک التّزویج و التسری و ان حلف علی الترک واستحباب تقدیمهما علی الصلاه ان امکن، در این باب 9 روایت ذکر شده است.
- محمد بن یعقوب کلینی، الکافی، ج5، ص329.
- ؛ (محمد بن یعقوب کلینی، الکافی، ج6، ص54).
- محمد بن محمد شعیری؛ جامع الاخبار؛ ص101.
- سید مهدی شمس الدین، حدیث الوصال، ص37.
- محمد مهدی زین العابدین؛ بیان الائمه، ج3، ص 329، نقلا من خطبه البیان.
- محمد امین کلستانی، وجه الدنيا في عهد الإمام زمان، ج1، ص229؛ علی بن فضل الله شوشتری، من هو. ص641.
- سید محمد صدر، تاریخ الغیبة الکبری، ص81.
- شیخ صدوق، کمال الدین و تمام النعمه، ج2، ص385.
- خدامرادسلیمیان، کتاب المهدویة، ج2، ص138.
- محمد بن یعقوب کلینی، الکافی، ج1، ص340؛ نعمانی، غیبت نعمانی، ص188؛ شیخ طوسی، الغیبه، ص162.
- فوادیان، محمدرضا، تحلیل مسئلة زواج الامام المهدی(ع)، ص71
- محمد محمدی ری شهری وآخرون . موسوعةالامام المهدی ج3، ص53؛ خدامراد سلیمیان، كتاب المهدوية، ج2، ص139.
- محمد محمدی ری شهری و وآخرون . موسوعةالامام المهدی، ج3، ص56.
مراجع
القران الكريم
- ابن مشهدي، محمد، المزار، المعهد الإسلامي للنشر، 1419
2- زين العابدين، محمد مهدي، بيان الإمام، البجا، 1425.
- سليميان، خدامراد، كتاب المهدوية، قم، مؤسسة الامام المهدي الموعود الثقافية، 2007.
4 - شعيري، محمد بن محمد، جامع الأخبار، النجف، مطبعة حيدرية، بيتا.
- شوشتري، علي بن فضل الله، من هو، قم، نسب النبي، 2014.
- الشيخ حر عاملي، محمد بن حسن، وسائل الشيعة، قم، آل البيت، 1409.
- ابن بابوية، محمد بن علي، كمال الدين وتمام النعمة، قم، المعهد الإسلامي للنشر، 1403.
- _________________، من لا یحضره الفقیه، ط 2، قم، انتشارات جناری مدرسین، 1413.
- الطوسي، محمد بن حسن، الغيبة، قم، معهد التنوير الإسلامي، 1411. الشيخ مفيد، (محمد بن محمد)، الأرشد، الطابق الثاني، بيروت، دار المفيد، 1414 هـ.
10- الطوسي، محمد بن حسن، المصباح المتحد، بيروت، معهد الفقه الشيعي، 1411.
11- قمي، الشيخ عباس، مفتاح الجنان، قم، منشورات ثقالين، 1997.
- الصدر، محمد، تاريخ غياب الكبرى، ترجمة حسن افتخار زاده، طهران، نيك معارف، 2006.
- عياشي، محمد بن مسعود، تفسير عياشي، طهران، المدرسة العلمية الإسلامية، 1411.
- فافاديان، محمد رضا، تحليل قضية زواج الإمام المهدي (ع)، قم، معهد العلوم والثقافة الإسلامية، 1398.
- كليني، محمد بن يعقوب، الكافي، طهران، المكتبة الإسلامية، الطبعة الخامسة، 1983.
- كآفامي، الشيخ حسين، المصباح، المعهد العلمي، الطبعة الثانية، 1424 هـ.
- كوراني وآخرون، في معجم أحاديث الإمام المهدي، قم، معهد المعارف الإسلامية، الطبعة الأولى، 1411.
- المجلس، محمد باقر، بحارالانوار، بيروت، دار الأحياء التراث العربي، ط 2، 1403.
- محمدي ري شهري وآخرون، محمد، موسوعة الإمام المهدي (ع)، قم، دار الحديث للنشر، 2014.
من كتاب: تحليل قضية زواج الإمام المهدي. محمد رضا فوادیان.