ألاستعجال
[page_title]، من الموسوعة الافتراضية الشاملة ویکی المهدوية
بما أن "الإيمان بالمنجي" هو أحد المحاور المشتركة بين جميع الأديان؛ الإسلام الإسلامي الخالص، في ظل مباحث الإمامة، يطرح الإيمان بقدوم العدالة الشاملة. وتواجه هذه القضية المهمة تحديات مختلفة أهمها ضرر «الاستعجال». من التحديات المحددة في القرآن والأحاديث؛ إنها فئة من "الاستعجال" يشار إليها أحيانًا على أنها «ضرر» هذا التحدي هو أحد التحديات العقائدية التي تنعكس على نطاق واسع في المجال الاجتماعي والثقافي1. الاستعجال يعني "الإسراع في طلب شيء ما، قبل أن يحين الوقت وقبل استيفاء الشروط اللازمة لتحقيقه". بعض المنتظرین المتسرعين، بسبب الجهل وقلة الصبر وجهل بالنسبةللإمام وأسباب أخرى لغياب إمام الزمان (ع)؛ بغض النظر عن الظروف والتقاليد الإلهية، يريدون ظهور ذلك الإمام (عليه السلام)؛ بينما بالإضافة إلى عدم الاستعداد للشروط لتحقيق الظهور، فإن هؤلاء الناس أنفسهم ليسوا مستعدين لظهور الامام مرة أخرى. 2 لذلك، فإن المعصومين يعتبرون أن "التسرع" هو سبب التدمير؛ كما قال الإمام الصادق (ع) : «كذَبَ الْوَقَّاتُونَ وَ هَلَك الْمُسْتَعْجِلُونَ وَ نَجَا الْمُسَلِّمُونَ»3
التعجيل بالكلمات
«التعجيل» هو من أصل «ع، ج، ل» اعتبر البعض أن كلمة "استعجال" تعني طلب شيء ما مسبقًا4، واعتبر البعض «السرعة» مرادفًا لها. 5 اعتبر المصطفوي أيضًا التسرع في التجاوز والإسراع في مهمة دون انتظار وقت وصوله؛ سواء كانت حميمة أم مكروهة. إما أن تكون نية الفاعل ودوافعه خيرًا أو شريرًا. لذلك فإن «التسرع»يعني الإسراع في ما يتطلب الصبر والكمال. 6
لكن «الاستعجال»، من حيث الاستخدام، له معنى السؤال. وقد اعتبر ابن منظور «الاعجال» و «لتعجل»و «الاستعجال» واحدة، د. 7 وهذه الكلمات الثلاث تعني الاستثارة والقوة بسرعة والاستعجال.
وبحسب كتب القاموس، يمكن القول إن «الاستعجال» في اللغة يعني السعي والإسراع في شيء يتطلب العجلة8 لتحقيقه ولم يحن الوقت بعد لتحقيقه.
ازدواجية الحث الی التعجیل مع تحريم الاستعجال
يمكن الثناء على السرعة والعجلة أو إدانتها. التعجيل بالخير مثل ما يقال عن الوعد الإلهي« وعَدَكمُ اللهُ مَغانِمَ كثيرَةً تَأخُذونَها فَعَجَّلَ لَكم هذِه» 15 [وهي فتح خيبر]؛ عجلة النبي موسى على ميقات الله أمام قومه: «و ما أعجَلَك عَن قَومِك16» وسرعة ذلك الإمام في الحصول على اللذة الإلهية:«و عَجِلتُ إلَيك رَبِّ لِتَرضي17»؛ والاندفاع بالمثل إلى الشر؛ مثل ما هو مخطط له عن وعد الله بتذوق العذاب: «و يَستَعجِلونَك بِالعَذابِ و لَن يُخلِفَ اللهُ وَعدَة18»إن الإسراع في القذف كإسراع النبي موسى عليه السلام في إرضاء الله جدير بالثناء. لكن «التسرع»في نظام آيات القرآن الكريم وكذلك الروايات المهدوية هو نوع من«الاستعجال غير اللائق»19
تطبيق الروائی للاستعجال
"التعجيل" له مقاربة بغيضة في معظم الروايات. المحوران الرئيسيان للروايات هما:
أ) التقاليد التي تمنع التعجیل في إجابة الصلاة. 20
ب) التقاليد التي تعتبر التعجیل في حكم الحق وظهور المنقذ مقيت. 21
وبحسب الروايات في مجال المهدوية، فإن التعجیل في حكم الحق وظهور المنقذ أمر قبیح أيضًا، وقد حذر المعصومون (ع) من أن مصير المستعجل هالك. في روایة ان : ابراهیم بن مهزم عن ابیه عن ابی عبدالله(ع) قال: «ذَكَرْنَا عِنْدَهُ مُلُوكَ آلِ فُلَانٍ فَقَالَ إِنَّمَا هَلَكَ النَّاسُ مِنِ اسْتِعْجَالِهِمْ لِهَذَا الْأَمْرِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَعْجَلُ لِعَجَلَةِ الْعِبَادِ إِنَّ لِهَذَا الْأَمْرِ غَايَةً يَنْتَهِي إِلَيْهَا فَلَوْ قَدْ بَلَغُوهَا لَمْ يَسْتَقْدِمُوا سَاعَةً وَ لَمْ يَسْتَأْخِرُوا». 22
في هذا الحدیث معنى «لهذا الأمر» هو التغلب على الحق أو إسقاط الحكومة الزائفة23.
في سياق الرواية وقول المفسرين والروايات الأخرى الذين يقدمون صاحب الامرعلى أنه الإمام المهدي (ع). والمقصود ؛ 24 ب«لهذا الأمر» تحقيق قيام إمام العصر (ع) بتشكيل حكومة الحق.
حديث آخر يقول: صقر بن أبي دولف يقول: "«سمعت ابا جعفر (ع) یقول: «الْإِمَامُ بَعْدِي ابْنِي عَلِيٌّ أَمْرُهُ أَمْرِي وَ يَكْذِبُ فِيهَا الْوَقَّاتُونَ وَ يَهْلِكُ فِيهَا الْمُسْتَعْجِلُونَ وَ يَنْجُو فِيهَا الْمُسْلِمُون»27
لماذا التعجیل في ظهور الإمام زمان (ع) ؟
من وجهة نظر القرآن والرواية سببان رئيسيان لقبح التعجیل:
1. الجهل
«الجهل» هو السبب الرئيسي للعجلة. الجهل يعني «عدم العلم» مقابل العلم 28و «عدم الفهم»مقابل العقل29. في الثقافة القرآنية والروائية، أولئك الذين لا يستخدمون عقولهم هم جهلة وجزء من جنود الجهل. الجهل بالتسرع يمكن أن يعني كلا النوعين من الجهل؛ لكن في الآيات والأحاديث، فإن المحور الرئيسي في العجلة هو الجهل يعني عدم استخدام العقل؛ لأنه بسبب هذا الجهل يظهر «عمى»الباحث وتجنب الصواب والخطأ. لذلك، یعتبر العلامة طباطبائي، تحت الآية 48 من سورة يونس، أن سبب العجلة هو جهل المشركين. 30كما ورد في الآية 39 من سورة الأنبياء أن «الجهل» هو سبب تعجيل الكفار. 31
2. التعجیل مضر
نهج التعجیل موجود في جميع الدول والأزمنة المختلفة. لكن هذا النهج يتأثر أكثر في آخر الزمان لغياب الإمام العصر (ع)، وهو أكثر وضوحا. كما أن أضراره أكثر وضوحا. يتم ملاحظة معظم الأضرار في مجالين من المعتقدات الاجتماعية والثقافية:
أ) إصابات الاعتقاد
من أضرار العجلة العقائدية:
1. ظهور روح اليأس واليأس في التسرع
الرجل المتسرع، بسبب تسرعه في إدراك الظهور، من خلال عدم تحقيق توقعاته، يأس من ظهور الإمام، بل ويبتعد عن رحمة الله!
في الروايات النهي عن التعجیل الدعاء. 32لأن المتسرع يصاب بالإحباط ويترك الصلاة وهذا في الواقع يترك العلاقة مع الله. صدارة الصلاة صلاة الفراغ والانفتاح في العالم بقدوم مخلص البشرية. في آخر الزمان يفقد المتسرع تحمله بسبب الغياب المطول للإمام العصر (ع) ويصاب بالإحباط. حسب ترتيب أمراء المؤمنين (ع)، "اليأس من روح الله" هو اليأس من ظهورحجة الله. 33 حرمه الله تعالى في الآية 87 من سورة يوسف «وَ لا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكافِرُونَ»34
وعليه فإن الاستعجال يسبب اليأس الذي ينبع من الجهل بحسب القرآن، وخيبة الأمل واليأس من أبرد وأخطر نوبات الانتظار. 35لأن اليأس الفردي، من خلال الكلام والسلوك، ينتقل إلى الأفراد في المجتمع، والقوة الدافعة للمجتمع تتوقف عن الحركة والجهد، ومثل هذا المجتمع لا يمكن أن ينتظر.
2. اختلال التوازن في وجه القائد الإلهي
في آخر الزمان ووقت ظهور الحجة (ع)، لن يتمكن الناس المتسرعون من تمييز الطريق الصحيح، وبالتالي سيكونون من بين المعارضين الأوائل لذلك الحضرة وفي هذه الحالة إما أن يتراجعوا أو ننتقل إلى إنكار الامام. وقد ورد هذا الضرر في خطبة 150 من نهج البلاغة. 36
وهذه العظة بشكل عام تتنبأ بالأحداث المستقبلية والأدلة والتفسيرات في الخطبة، وتبين أن كلام الإمام علي (ع) في هذه الخطبة يشير إلى الأحداث التي سبقت قيام المهدي (ع) ثم قيام المبارك. يذكر الإمام علي (ع) سبب التسرع ويشير إلى أهمية عدم التسرع في الانتصارات الموعودة بعد الفتن، خاصة في قدوم المهدي (ع) الذي في زمنه النبي صلى الله عليه وآله وسلم على إقامة العدل والعدالة في جميع أنحاء العالم قد قدم وعودًا صريحة من خلاله ،
لأن كل شيء له وقت وشروط في عجلة من أمره، وحتى لا تتحقق شروطه، فهو مثل الثمرة النيئة التي تُقطف من الشجرة، وفي هذه الحالة لا ريب في الندم والندم. 37
وبحسب أمر أمير المؤمنين عليه السلام، من أجل الخروج من الهلاك والضلال، يجب على الناس أن يسلكوا الطريق الوسطي والمباشر، وهو الكتاب والتقاليد. إن التحرك والاستعجال يتسبب في الابتعاد عن هذا المسار المباشر. 38لذلك فإن المستعجل، حتى لو فهم عودة الظهور، يندم على رغبته ويتمنى ألا يظهر الامام المهدي (ع) ! لأنه غير مستعد للحضور وتنفيذ أوامر الإمام ونأى بنفسه مباشرة.
ومن الأمثلة الواضحة على هذا التسرع اليهود الذين هاجروا إلى الحجاز قبل مجيء النبي صلى الله عليه وآله سلم وبدأوا وصاياهم بقدوم النبی . 39
3. اعتراض على المصلحة الإلهية
ومن الأضرار العقائدية المتسرعة «الاحتجاج على المصلحة الإلهية» في تأخير الظهور. لذلك قال العلامة المجليسي بعد الرواية: «فَعِنْدَ ذلِك يَرْتَابُ الْمُبْطِلُونَ، وَ يَضْمَحِلُّ الْمُحِلُّونَ، وَ قَلِيلٌ مَا يَكونُونَ، هَلَكتِ الْمَحَاضِيرُ، وَ نَجَا الْمُقَرَّبُونَ»؛ 40. وقد اعتبر سبب التسرع على أنه "احتجاج" ويكتب: ربما يكون معنى الإدانة هو التسرع في البحث عن فرج الامام الحجة (ع) والاحتجاج على تأخير الفرج الذي يتسبب في تدمير الفرج. متسرع. 41
على سبيل المثال، كان اعتراض سهل بن خراساني على الإمام الصادق (ع) ضد عدم قیام الإمام ضد حكام جور متجذرًا في تسرعه. 42
ب) الأضرار الثقافية والاجتماعية
بالإضافة إلى المعتقدات الدينية، فإن المتسرعين يضرون بالمجتمع وثقافته. أهم الإصابات في المجال الاجتماعي والثقافي التي تتشكل في سياق التسرع هي كما يلي:
1. تعلم اليأس ومواجهة المطالبين الزائفين بالمهدوية
«اليأس» من آفات التوقع، والشخص اليائس والمكتئب ينقل اليأس إلى المجتمع بكلماته وسلوكه ويحول المجتمع من مجتمع ديناميكي ينتظر إلى مجتمعات غير مبالية؛ لأن المتسرعين من أول من يؤيد «الوقاتین»إنهم يدفعون فدية للمتعصبين ويدعمون المطالبين الكاذبين، وأخيراً بالتوجه إليهم يفسدون دينهم وعالمهم ويقودون المجتمع إلى الهلاك. هذه العواقب متجذرة في اليأس واليأس لدى أولئك الذين في عجلة من أمرهم من قدوم الإمام الزمان (ع).
ربما المتسرع یتأثير من المتهمين والمطالبين الباطل، أن يبتعد عن الدين الإلهي ويتبع ولاية الطاغوت؛ كما قال كثير من أتباع النبي موسى عليه السلام بسبب إلحاح قصة غيابه، إلى «السامري»الذي ادعى أنه ليس أكثر من كاذب؛ وصفوا وأصبحوا عبدة عجل. 45 وفقًا لهذه الآيات، كان السامريون في عجلة من أمرهم مع شعب إسرائيل، مما أدى إلى يأسهم من عودة قائدهم الإلهي. لقد أساء إليهم وضللهم.
2. اضاعة قوة المجتمع
من أهم مضار التسرع السائد في المجال الاجتماعي؛ إنه «فقدان سلطة المجتمع» الذي يتجذر في قصر نظر بعض الأتباع تجاه الهندسة المنهجية للقيادة ويظهر في تحد لإمام المجتمع. قسّم الإمام الهادي (ع) في حجّ المجتمع بشكل جميل اللقاء مع المعصومين إلى سلوكيّين وأتباع إلى ثلاث فئات: «مارق» و «لاحق» و «زاهق» ثم فيما يتعلق بعواقب كل من هذه السلوكيات، فقد قالوا:
«فَالرَّاغِبُ عَنْكمْ مَارِقٌ وَ اللَّازِمُ لَكمْ لَاحِقٌ وَ الْمُقَصِّرُ فِي حَقِّكمْ زَاهِق»؛ 46
يذكر وصف العبارة:
«راغب»من القديسين المعصومين الذين يبتعدون، و «معرض» من مراتب اليمين والعدل و «مارق» سيكون خارج الحق وداخل الباطل. وبالتالي، بما أن التقصیر في الصواب يؤدي إلى سياق «الزهوق» الذي يكون حكمه النهائي باطلاً. 47 وفقًا لذلك، فإن معيار الرفقة هو حق المنحى وموجه نحو العدالة وقبول المعصوم
«مارق» يشمل الأشخاص الذين يبتعدون، والذين هم وقائيون ومتسرعون، والذين ليس لديهم توازن مع الأبرياء ويهدرون قوة المجتمع. ويظهر تاريخ الأئمة (ع) حقيقة أن أهل العجلة بدعوى "التقاضي" احتجوا على قرار المعصوم ووقفوا ضده. هم من أتباع التهجد جباههم صلبة. لقد سارع هؤلاء المسلمون ظاهرياً إلى إبعاد كثير من عامة الناس عن القائد الإلهي، وبإشعال نار الحرب بين المسلمين، أهدروا أموال المجتمع الإسلامي، وأوقعوا خسائر مريرة. 48
3. ظاهرة التردد في تصور المجتمع والانحراف عن مسار رخاء المجتمع
من الأضرار الاجتماعية والثقافية المتسرعة، بسبب الاحتجاج على المصلحة الإلهية، «التردد في تصور المجتمع»والانحراف في النهاية عن مسار رفاهية المجتمع. لذلك يقول الإمام الصادق (ع) في معنى كلمة «يمارون» في الآية 17 من الشورى:
«يقولون متى ولد؟ و من رأه؟ و أين يكون؟ و متى يظهر؟ و كل ذلك استعجالا لأمر اللّه و شكا في قضائه و دخولا في قدرته، أولئك الذين خسروا الدنيا؛». 49
وبحسب الإمام الصادق (ع)، فإن أهل العجلة في زمن الغياب يؤمنون بأنفسهم وبالآخرين، ويثيرون شكوكًا مختلفة؛ من بين الشكوك حول طول عمر الامام الحجة (ع)، أنها تجعل الناس ينحرفون ويتحولون إلى "الوقاتون".
من وجهة نظر آيات القرآن، يشك المستعجلون دائمًا في الحكم الإلهي وسخريةهم تسبب التردد في أعين الأفراد ويسلكون طريق الهلاك. كتب العلامة الطباطبائي الآية 18 من الشورى:
تعجيل الكفار إلى يوم القيامة معناه تعجيل السخرية لا التعجيل الحقيقي. وبهذه الطريقة يريدون حقًا أن تحدث القيامة عاجلاً. وقد تردد هذا النوع من الاستهزاء في القرآن الكريم تكرارا عن الكفار يوم القيامة، بما في ذلك قولهم: «مَتى هذَا الْوَعْدُ إِنْ كنْتُمْ صادِقِين». 50
استراتيجيات للتعامل مع الإلحاح
بناءً على المعطيات القرآنية والروائیة، تم تحديد استراتيجيتين رئيسيتين في مجالي "الموقف" و "السلوك" في التعامل مع التسرع:
1. حل الموقف: اليقين بأن المهدي الموعود عليه السلام سيأتي.
من البيانات الالروائیة، أولئك الذين يؤمنون بقدوم ربيع الشعب وتاريخ الأزمنة سيتم إنقاذهم من عذاب نهاية العالم. لذلك، مواجهة المجتمع الإسلامي بالعجلة والإنقاذ من الدمار الذي أصاب المتسرعة. يجب أن يكون المؤمنون«مقربین». وفي رواية عن الإمام الصادق (ع) :
«لقد هلك المحاضرون» قلت: من هم المحاضرون؟ قال: المستعجل. فاز المقربين منها، والقلعة مبنية على أساساتها؛ كونوا مثل سجادة منزلك. «غبار [الفتنة] يصل أكثر ممن استفزها». 51
من المعروف من كلمة «المقرب» (بقراءتين للاسم الفاعل واسم المفعول) أنه من أجل الخلاص من الدمار، يجب أن يكون المرء على يقين من خلاص المخلص وأن يكون مطيعًا للمصير الإلهي.
إن الشخص المقرب، في موقع اتباع إمام الحق، يعتبر ما هو مؤكد أنه قريب. ولهذا جاء في القرآن: «إِنّهم يَرَوْنَهُ بَعِيدا و نراه قريباً»52. المنکرون بالمعاد بسبب عدم اعتقادهم یحسبونه بعیدا بينما الله تعالى و«حزب الله» يعرفونه قریبا. سر هذا النوع من النظرة هو الوعي واليقين الموجودين حول القيامة. بعبارة أخرى: «كل ما هو آت قريب؛»53 مما قيل سر العهد الذي يقطعه المؤمنون في دعاء العهد مع إمام العصر (ع) وتقديمه في حجة الله:«عَجِّلِ لنا ظُهُورَهُ إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيداً وَ نَراهُ قَرِيبا»54
كون الانسان منقذًا«مقرب» يرجع إلى حقيقة أن تحقيق مثل هذا التقريب مشروط بالإرادة والعمل وتحت وصاية الله؛ كما قال الله: لنْ يَسْتَنْكفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكونَ عَبْداً لِلَّهِ وَ لَا الْمَلائِكةُ الْمُقَرَّبون55 ولا تكتمل العبودية، إلا إذا كان العبد فردًا طاهرًا لله ويخضع إرادته وعمله لإرادة سيده؛ لا يريد شيئاً، ولا يفعل شيئاً إلا بإرادته، وهذا يدخل في وصاية الله. هؤلاء الناس هم أيضًا القديسون، والقديسون هم القبيلة الوحيدة. 56 ومن ثم، فقد قدمت الروايات مثالًا واضحًا للقريبين مثل "أهل البيت"، ومن خلال الاعتماد على خصائص المقربين الحقيقيين، يمكن إنقاذ المرء من دمار نهاية العالم.
2. الإستراتيجية السلوكية: التسلیم الخالص
المحور الثاني للخلاص من عذاب العجلة هو "الاستسلام". يقول عبد الرحمن بن كثير:
«كنت جالسًا في خدمة الإمام الصادق (ع) عندما دخل مهزم فقال: حياتي لتضحيتك! قل لي متى سيحدث الشيء الذي ننتظره؟ قال: يا مهزم! کذب الوقاتونالمتسرع هلك، والمستسلم ینقذ.». 57
عن الإمام جواد (ع) : «الْإِمَامُ بَعْدِي ابْنِي عَلِيٌّ أَمْرُهُ أَمْرِي. وَ يَكذِبُ فِيهَا الْوَقَّاتُونَ وَ يَهْلِك فِيهَا الْمُسْتَعْجِلُونَ وَ يَنْجُو فِيهَا الْمُسْلِمون». 60
لذلك فإن «االتسلیم» يعني الموافقة الظاهرة والصادقة على تنفيذ أوامر الله تعالى. إن الهدف الوحيد للمسلم هو الاستسلام الخالص لأوامر الله ونواهي الله. يؤدي واجباته ويثق دائمًا في قلبه ورضاه وسلامه، وبهذه الصفات يسرع في الأعمال الصالحة.
وبحسب الرواية، اعتبر الإمام الصادق (ع) (مقتبسًا من الآية 65 من سورة النساء) المصلين والصائمين الذين لم یستسلموا لأمر الله والنبي صلى الله عليه وآله وسلم مشركين، وذكر ضرورة التسلیم. 61. من خلال الجمع بين هذه الروايات، يمكن معرفة أنه لا ينجو الإنسان من هاوية العجلة إلا بالخضوع الظاهر والباطن للنبي صلى الله عليه وآله وسلم وولی الله.
استنتاج
تحدي "الاستعجال" لا ينتمي إلى زمن الغياب. لذلك، في أي فترةاقتضائا للاحتياج، حذر القادة الإلهيون، بهدف رفع مستوى البصيرة لدى المجتمع الإسلامي، وخاصة حول قدوم المخلص، أتباعهم من الوقوع في مستنقع التسرع، واعتبارهم في النهاية التسرع. كإبادة. وبحسب المعطيات القرآنية والروائية، فإن الدعاء من أجل التعجيل الموصى بها، وهذا المهم مع الاستعجال، أمر مستهجن، له اختلاف دلالي وأساسي. لبغض التسرع في قدوم الإمام الزمان عليه السلام سببان رئيسيان: أولاً: أن أساس العجلة هو الجهل، وثانيها: العجلة ضارة. أضرار التسرع في بعدين من المعتقدات الاجتماعية والثقافية هي: ظهور روح اليأس واليأس في عجلة من أمره، غير متوازنة في وجه القائد الإلهي، ومواجهة ادعاءات المهدية الزائفة والمنحازة والزائفة، هدر قوى المجتمع تصور المجتمع والانحراف عن طريق رخاء المجتمع. قدم المعصومون) استراتيجيتين رئيسيتين لإنقاذ أنفسهم من هاوية التسرع: «الموقف» (التقريب) و«السلوكي» (التسلیم)، والتي يمكن تنفيذها من خلال تمييزها بخصائص أولئك القريبين والخاضعين. أهم الخصائص السلوكية لمن هم قريبون وخاضعون هي الخضوع والثبات والصبر ووصف الصدر. من يتبع المعصومين (ع) في كلا المجالين النظري والعملي ولا يعترض على حكمهم ولا يطيع جميع أوامر القادة الإلهيين؛ إنه القرب الذي سيكون في مأمن من الخلاص في عصر الغياب.
هامش
- علی رضايي، العالم فی انتظار الظهور، ص22.
- محمد بن حسين شريفرضي، نهج البلاغه، ص208
- محمد بن یعقوب كليني، اصول کافی، ج1، ص368.
- حسین بن محمد راغباصفهاني، المفردات، ص548.
- محمدبن مكرم ابنمنظور، لسان العرب ج11، ص426 و فخرالدين طريحي، مجمع البحرین، ج5، ص419.
- حسن مصطفوي، تفسیر المنیر، ج8، ص41.
- استعجلته: طلبت عجلته؛ فخرالدين طريحي، مجمع البحرین، ج5، ص419.
- «الاستعجال: والاعجال والتّعجّل واحد؛ بمعنی الاستحثاث و طلب العجل» (محمدبن مكرم بنمنظور، لسان العرب ج11، ص426).
- آلعمران، آیه 127
- بقره، آیه 153
- محمد باقر مجلسي، بحارالانوار، ج53، ص97 و محمد بن الحسن طوسي، تهذیب الاحکام، ج1، ص58.
- محمد بن یعقوب کليني، اصول کافی، ج1، ص 368.
- فضل بن حسن طبرسي، مجمع البیان، ج2، ص814؛ حسن بن عبدالله عسكري، الفروق فی اللغة، ص198 ؛ سیدعبدالحسین طيب، اطیب البیان ج3، ص321.
- محمد حسین طباطبايي، المیزان، ج6، ص31؛ عبدالله جواديآملي، تفسیر التسنیم، ج16، ص380.
- فتح، آیه: 20
- طه، آیه 84
- نفس المصدر
- حج، آیه 47.
- عبدالله جواديآملي، ج16، ص380.
- محمد بن یعقوب، اصول کافی، ج2، ص490؛ طبرسي، مشکاة الانوار فی غرر الاخبار، ص75؛ محمد بن حسن عاملي، وسایل الشیعة، ج7، ص55.
- محمد بن یعقوب کلینی، اصول کافی، ج1، ص368.
- نفس المصدر، ج1، ص369.
- محمد باقر مجلسی، بحارالانوار، ج4، ص179.
- محمد بن یعقوب کلینی، اصول کافی ج1، ص336.
- ملا صالح مازندراني، شرح الکافی ، ج12، ص369
- محمد بن یعقوب کلینی، اصول کافی، ج1، ص369.
- محمد بن علی بن بابویه، کمال الدین و تمام النعمه، ج2، ص378.
- محمدبن مكرم بنمنظور، لسان العرب، ج11، ص129 ؛ راغب اصفهاني، المفردات، ص209.
- علی اکبرقرشی، قاموس قرآن، ج2، ص80.
- محمد حسین طباطبایی، المیزان، ج10، ص72.
- فضل بن حسن طبرسي، مجمع البیان، ج7، ص77 و ناصر مكارم شيرازي، تفسیر الامثل، ج13، ص409.
- محمد بن یعقوب کلینی، اصول کافی، ج2، ص490؛ طبرسي، مشکاة الانوارفی غررالاخبار، ص75.
- محمد بن علی بن بابویه، کمال الدین و تمام النعمه، ج۲، ص۶۱۶.
- يوسف، آیه 87.
- حجر، آیه 56.
- محمد بن حسن رضی، نهج البلاغة، ص208.
- ناصر مکارم شیرازی، تفسیر الامثل، ج5، ص723.
- عبدالحمید بن ابي الحديد، شرح نهج البلاغة، ج9، ص128.
- ناصر مکارم شیرازی، تفسیر الامثل، ج23، ص484.
- محمدبن یعقوب کلینی، اصول کافی، ج3، ص132.
- محمد باقر مجلسی، بحارالانوار، ج13، ص292.
- محمد بن علی بن شهر آشوب، متشابه القرآن و مختلفه: ج4، ص237؛ نعمت الله جزائري، ریاض الابرار فی مناقب الائمة الاطهار، ج2، ص175؛ سید هاشم بحراني، مدینة معاجز الائمة، ج6، ص115.
- محمد بن یعقوب کلینی، اصول کافی، ج8، ص274
- محمد باقر مجلسی، بحارالانوار، ج26، ص281.
- بقره، آیات 51، 54، 92، 93؛ نساء، آیه 153؛ اعراف، آیه 148_ 150 و طه، 83-98
- محمد بن علی بن صدوق، کمال الدین، ج2، ص612.
- عبدالله جوادی آملی، تفسیر تسنیم، ج6، ص257.
- محمد بن حسن رضی، نهج البلاغة، ص298.
- حسن بن سلیمان حلي، مختصربصائر، ص434؛ محمد باقر مجلسی، بحارالانوار، ج53،
- محمد حسین طباطبایی، المیزان، ج18، ص39.
- محمد بن ابراهیم نعمانی، الغیبة، ص197.
- معارج، آیه 6-7
- محمد بن حسین طباطبایی، المیزان، ج20، ص8.
- ابراهیم بن علی كفعمي، المصباح، ص 552.
- نساء، آیه 172
- محمد حسین طباطبایی، المیزان، ج 19، ص121.
- محمد بن یعقوب کلینی، اصول کافی، ج1، ص368.
- محمد بن الحسن طوسي، الغیبة، ص426
- حسن مصطفوي، تفسير المنیر، ج5، ص188.
- محمد بن علی بن بابویه، کمال الدین، ج2، ص378؛ علي بن محمد خزاز رازی، كفاية الاثر، ص283.
- محمد بن یعقوب کلینی، اصول کافی، ج1، ص390؛ محمد بن مسعود عياشي، تفسیر عیاشی، ج 1، ص255.
مراجع
- القران الكريم
- ابن أبي الحديد، عبد الحميد بن حب الله شرح نهج البلاغة، الطبعة الأولى، قم، مكتبة آية الله المرعشي النجفي. (1404 هـ).
- ابن بابوية، محمد بن علي، الخصل، الطبعة الأولى، قم، إصدار جمعية المعلمين. 1362 ش.
- ______________ كمال الدين وجميع النعم، الطبعة الثانية، طهران، الإسلامية. 1395 ق.
- ______________، من لا يحضره الفقيه، الطبعة الثانية، قم، دار النشر الإسلامية التابعة لجمعية المعلمين. 1413 ق.
- ابن شهر أشوب مازندراني، محمد بن علي، مشابه للقرآن ومختلف، الطبعة الأولى، قم، دار بيدار للنشر، 1369 هـ.
- الجزائري، نعمة الله، رياض الأبرار في مناقب الأئمة الطيبة، الطبعة الأولى، بيروت، مؤسسة التاريخ العربي. 1427 ق.
- جوادي عمولي، عبد الله، تفسير تسنيم، الطبعة الثانية، بحث: عبد الكريم عابديني، قم، إسراء للنشر.
- ابن منظور، محمد بن مكرم، عربي، الطبعة الثالثة، بيروت، صادر، 1414 هـ.
- البحراني، السيد هاشم بن سليمان، مدينة معجزات الأئمة الاثني عشر، وأدلة حج الإنسان، الطبعة الأولى، قم، مؤسسة المعرفة الإسلامية. 1413 ق.
- حرعاملي، محمدبن حسن، وسائل الشيعة، قم، مؤسسه آل البيت، 1409 ق.
- حلي، حسن بن سليمان بن محمد، مختصر بصير، الطبعة الأولى، قم، المعهد الإسلامي للنشر. 1421 ق.
- خزاز الرازي، علي بن محمد، كفاية الأثر في نص الأئمة الاثني عشر، قم، بيدار، 1401 هـ.
- راغب أصفهاني، حسين بن محمد المفردات في غريب القرآن، الطبعة الأولى، بيروت، دار العالم الدار الشامية، 1412 هـ.
- رضائي، علي، العالم في انتظار الظهور، الطبعة الأولى، قم، Payam-e-Hojjat Publishing. 1391.
- السمهودي، نور الدين علي بن محمد، الوفاء بخبر دار المصطفى، الطبعة الأولى، بيروت، دار الكتاب العالمية. 2006 م.
- الشريف الرازي، محمد بن حسين نهج البلاغة، (صبحي صالح)، الطبعة الأولى، قم، هجرات للنشر. 1414 ق.
- طبطبائي، محمد حسين الميزان في تفسير القرآن، الطبعة الخامسة، قم، جمعية معلمي الحوزة. 1417 ق.
- الطبرسي، علي بن حسن مشكى الانور في غير الاخبار، ط 2، النجف الاشرف، المكتب الحيدري. 1385 ق.
- الطبرسي، فضل بن حسن، مجمع البيان في تفسير القرآن، الطبعة الثالثة، طهران، منشورات ناصر خسرو. 1372.
- الطريحي، فخر الدين، مجمع البحرين، الطبعة الثالثة، طهران، مكتبة مرتضوي. 1375.
- 21- الطوسي، محمد بن حسن، تهذيب الأحكام، الطبعة الرابعة، طهران، المكتبة الإسلامية. 1407 ق.
- _____________، الغيبة، تصحيح: عباد الله طهراني، علي أحمد نصح، قم، الموسوعة الإسلامية. 1411 ق.
- الطيب، السيد عبد الحسين أتيب البيان في تفسير القرآن، الطبعة الثانية، طهران، منشورات الإسلام. 1378 ش.
- عاملي، إبراهيم بن علي المصباح للكفمي، الطبعة الثانية، قم، دار الرضي (الزاهدي). 1405 ق.
- العسكري، حسن بن عبد الله الفاروق في اللغة، الطبعة الأولى، بيروت، دار الآفاق الجديدة. 1400 ق.
- عياشي، محمد بن مسعود تفسير العياشي، الطبعة الأولى، طهران، المطبعة العلمية. 1380 ق
- القرشي، معجم سيد علي أكبر للقرآن، الطبعة السادسة، طهران، المكتبة الإسلامية. 1371.
- الكافامي، إبراهيم بن علي العاملي المصباح، الطبعة الثانية، قم، دار الرضي. 1405 ق.
- كليني، محمد بن يعقوب الكافي، الطبعة الرابعة، طهران، المكتبة الإسلامية. 1405 ق.
- مازندراني، محمد بن صالح بن أحمد، شرح الكافي، الأصول والروضة، الطبعة الأولى، طهران، المكتبة الإسلامية. 1382 ق
- المجلس، محمد باقر، بحار الأنوار، الطبعة الثانية، بيروت، دار إحياء التراث العربي. 1403 ق.
- مصطفوي، حسن، تفسير المنیر، الطبعة الأولى، طهران، مركز نشر الكتب. 1380.
- _________________، بحث في كلام القرآن الكريم، طهران، شركة ترجمة الكتب والنشر. 1360.
- مكارم شيرازي وآخرون، ناصر تفسير الامثل، الطبعة الأولى، طهران، المكتبة الإسلامية. 1374 ش.
- النعماني، محمد بن إبراهيم الغيبة، الطبعة الأولى، طهران، دارالصدوق للنشر. 1397 ق.
استردادها من
مقال متسرع عن قدوم الإمام الزمان في مقياس الآيات والأحاديث؛ محمد هادي منصوري- آمنة غريبدوست، المجلة الفصلية للانتظار الموعود، السنة 19، ربيع 1398، العدد 64، مع التقاط وملخص.